نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 162
القطعى برأى المعصوم . و بهذا تختلف ( 1 ) عن ( سيرة العقلاء )
فانها إنما تكون حجة اذا ثبت من دليل اخر امضاء الشارع لها و لو من طريق
عدم ثبوت الردع من قبله كما سبق .
و إن كانت على ( النحو الثانى ) ـ فلا نجد مجالا للاعتماد عليها فى
استكشاف موافقة المعصوم على نحو القطع و اليقين , كما قلنا فى الاجماع , و
هى نوع منه . بل هى دون الاجماع القولى فى ذلك كما سيأتى وجهه .
قال الشيخ الاعظم فى كتاب البيع فى مبحث المعاطاة ( 2 ) : (( و اما
ثبوت السيرة و استمرارها على التوريث ـ يقصد توريث ما يباع معاطاة ـ فهى
كسائر سيراتهم الناشئة من المسامحة و قلة المبالاة فى الدين , مما لا يحصى
فى عبادتهم , و معاملاتهم , كما لا يخفى . ((
و من الواضح انه يعنى من السيرة هذا النحو الثانى . و السر فى عدم
الاعتماد على هذا النحو من السيرة , هو ما نعرف من أسلوب نشأة العادات عند
البشر و تأثير العادات على عواطف الناس : ان بعض الناس المتنفذين أو
المغامرين قد يعمل شيئا , استجابة لعادة غير اسلامية او لهوى فى نفسه , أو
لتأثيرات خارجية نحو تقليد الاغيار , أو لبواعث انفعالات نفسية مثل حب
التفوق على الخصوم او اظهار عظمة شخصه او دينه او نحو ذلك . و يأتى آخر
فيقلد الاول فى عمله , و يستمر العمل , فيشيع بين الناس من دون ان يحصل من
يردعهم عن ذلك , لغفلة , أو لتسامح , أو لخوف , او لغلبة العاملين فلا
يصغون الى من ينصحهم , أو لغير ذلك .
و إذا مضت على العمل عهود طويلة يتلقاه الجيل بعد الجيل , فيصبح
سيرة المسلمين , و ينسى تأريخ تلك العادة . واذا استقرت السيرة يكون .
الخروج عليها خروجا على العادات المستحكمة التى من شأنها ان تتكون لها
قدسية و احترام لدى الجمهور , فيعدون مخالفتها من المنكرات القبيحة , و
حينئذ
( 1 ) راجع حاشية شيخنا الأصفانى على مكاسب الشيخ ص 52 .
( 2 ) المكاسب ص 38 طبع تبريز .
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 162