نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 135
هذا هو مراد المتكلم , و هذا هو المعين لمراد المتكلم فى نفس
الأمر . فيتوقف على عدم القرينة المتصلة و المنفصلة , لأن القرينة مطلقا
تهدم هذا الظهور , بخلاف الظهور التصديقى الاول فانه لا تهدمه القرنية
المنفصلة .
أقول : و نحن لا نتعقل هذا التقسيم , بل الظهور قسم واحد , و ليس
هو الا دلالة اللفظ على مراد المتكلم . و هذه الدلالة هى التى نسميها
الدلالة التصديقية . و هى أن يلزم من العلم بصدور اللفظ من المتكلم العالم
بمراده من اللفظ , او يلزم منه الظن بمراده . و الاول يسمى ( النص ) ,
ويختص الثانى باسم ( الظهور ) .
و لا معنى للقول بان اللفظ ظاهرا ظهوريا فى معناه الموضوع له , و
قد سبق فى المجلد الأول ص 28 بيان حقيقة الدلالة , و إن ما يسمونه بالدلالة
التصورية ليست بدلالة , و انما كان ذلك منهم تسامحا فى التعبير بل هى من
باب تداعى المعانى , فلا علم و لا ظن فيها بمراد المتكلم , فلا دلالة فلا
ظهور , و إنما كان خطور . و الفرق بعيد بينهما .
و أما تقسيم الظهور التصديقى الى قسمين فهو تسامح أيضا , لأنه لا
يكون الظهور ظهورا الا اذا كشف عن المراد الجدى للمتكلم اما على نحو اليقين
أو الظن , فالقرينة المنفصلة لا محالة تهدم الظهور مطلقا . نعم قبل العلم
بها يحصل للمخاطب قطع بدوى او ظن بدوى يزولان عند العلم بها , فيقال حينئذ
قد انعقد للكلام ظهور علا خلاف ما تقتضيه القرينة المنفصلة . و هذا كلام
شايع عن الاصوليين ( راجع م 1 ص 341 ) . و فى الحقيقة ان غرضهم من ذلك
الظهور الابتدائى البدوى الذى يزول عند العلم بالقرينة المنفصلة , لا انه
هناك الظهوران ظهور لا يزول بالقرينة المنفصلة و ظهور يزول بها . و لا بأس
أن يسمى هذا الظهور البدوى الظهور الذاتى و تسميته بالظهور مسامحة على كل
حال .
و على كل حال , سواء سميت الدلالة التصورية ظهورا أم لم تسم , و
سواء سمى الظن البدوى ظهورغا أم لم يسم , فان موضع الكلام فى حجية الظهور
هو الظهور الكاشف عن مراد المتكلم بما هو كاشف و ان كان كشفا نوعيا .
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 135