نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 72
و عليه , فالحق انها موضوعة للنسبة الخاصة القائمة بين المتكلم و
المخاطب و المادة , و المقصود من المادة الحدث الذى وقع عليه مفاد
الهيئة , مثل الضرب و القيام و القعود فى اضرب و قم و اقعد , و نحو ذلك .
و حينئذ ينتزع منها عنوان طالب و مطلوب منه و مطلوب .
فقولنا : (( اضرب )) , يدل على النسبة الطلبية بين الضرب و
المتكلم و المخاطب , و معنى ذلك جعل الضرب على عهدة المخاطب و
بعثه نحوه و تحريكه اليه , و جعل الداعى فى نفسه للفعل .
و على هذا فمدلول هيئة الأمر و مفادها هو النسبة الطلبية , و ان
شئت فسمها النسبة البعثية , لغرض ابراز جعل المأمور به ـ أى المطلوب ـ
فى عهدةالمخاطب , و جعل الداعى فى نفسه و تحريكه و بعثه نحوه . ما شئت
فعبر .
غير ان هذا الجعل أو الانشاء يختلف فيه الداعى له من قبل المتكلم ,
( فتارة ) يكون الداعى له هو البعث الحقيقى و جعل الداعى فى نفس
المخاطب لفعلالمأمور به , فيكون هذا الانشاء حينئذ مصداقا للبعث و
التحريك و جعل الداعى , أو ان شئت فقل يكون مصداقا للطلب , فان
المقصود واحد . و ( أخرى ) يكون الداعى له هو التهديد , فيكون مصداقا
للتهديد , و يكون تهديدا بالحمل الشايع . و ( ثالثة ) يكون الداعى له هو
التعجيز فيكون مصداقا للتعجيز و تعجيزابالحمل الشايع . . . و هكذا فى
باقى المعانى المذكورة و غيرها .
و الى هنا يتجلى ما نريد ان نوضحه , فانا نريد ان نقول بنص العبارة
. ان البعث أو التهديد أو التعجيز أو نحوها ليست هى معانى لهيئة
الامر قد استعملت فى مفاهيمها ـ كما ظنه القوم ـ لا معانى حقيقية و لا
مجازية . بل الحق ان المنشأ بها ليس الا النسبة الطلبية الخاصة , و هذا
الانشاء يكون مصداقا لاحد هذه الامور باختلاف الدواعى فيكون تارة بعثا
بالحمل الشايع و أخرى تهديدابالحمل الشايع و هكذا . لا أن هذه المفاهيم
مدلولة للهيئة و منشأة بها حتى مفهوم البعث و الطلب .
و الاختلاط فى الوهم بين المفهوم و المصداق هو الذى جعل أولئك يظنون
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 72