نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 220
مصلحة نوعية أو مفسدة نوعية فان الاحكام العقلية الناشئة من هذه الاسباب
هى احكام للعقلاء بما هم عقلاء و هى التى ندعى فيها ان الشارع لابد أن
يتابعهم فى حكمهم . و بهذا تعرف ما وقع من الخلط فى كلام جملة من
الباحثين عن هذا الموضوع .
5 ـ معنى الحسن و القبح الذاتيين
ان الحسن و القبح بالمعنى الثالث ينقسمان الى ثلاثة أقسام :
1 ـ ما هو ( علة ) للحسن و القبح , و يسمى الحسن و القبح فيه بـ (
الذاتيين ) , مثل العدل و الظلم , و العلم و الجهل . فان العدل بما هو
عدل لا يكون الا حسنا أبدا أى انه متى ما صدق عنوان العدل فانه لابد ان
يمدح عليه فاعله عند العقلاء و يعد عندهم محسنا . و كذلك الظلم بما
هو ظلم لا يكون الا قبيحا , أى انه متى ما صدق عنوان الظلم فان فاعله
مذموم عندهم و يعد مسيئا .
2 ـ ما هو ( مقتض ) لهما , و يسمى الحسن و القبح فيه بـ ( العرضيين
) مثل تعظيم الصديق و تحقيره , فان تعظيم الصديق لو خلى و نفسه فهو حسن
ممدوح عليه , و تحقيره كذلك قبيح لو خلى و نفسه . و لكن تعظيم الصديق
بعنوان انه تعظيم الصديق يجوز أن يكون قبيحا مذموما كما اذا كان سببا
لظلم ثالث , بخلاف العدل فانه يستحيل ان يكون قبيحا مع بقاء صدق عنوان
العدل . كذلك تحقيرالصديق بعنوان انه تحقير له يجوز أن يكون حسنا ممدوحا
عليه كما اذا كان سببا لنجاته , و لكن يستحيل ان يكون الظلم حسنا مع
بقاء صدق عنوان الظلم .
3 ـ ما لا علية له و لا اقتضاء فيه فى نفسه للحسن و القبح أصلا , و
انما قد يتصف بالحسن تارة اذا انطبق عليه عنوان حسن كالعدل , و قد
يتصف بالقبح أخرى اذا انطبق عليه عنوان قبيح كالظلم . و قد لا ينطبق
عليه عنوان احدهما فلا يكون حسنا و لا قبيحا , كالضرب مثلا فانه حسن
للتأديب و قبيح للتشفى , و لا حسن و لا قبيح كضرب غير ذى الروح .
و معنى كون الحسن أو القبح ذاتيا : ان العنوان المحكوم عليه
بأحدهما بما هو فى نفسه و فى حد ذاته يكون محكوما به , لا من جهة
اندراجه تحت عنوان آخر . فلا يحتاج الى واسطة فى اتصافهم باحدهما .
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 220