نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 219
الشارع يتابع الناس فى احكامهم متابعة مطلقة .
( الخامس ) ـ و من الأسباب ( العادة عند الناس ) , كاعتيادهم
احترام القادم ـ مثلا ـ بالقيام له , و احترام الضيف بالطعام , فيحكمون
لأجل ذلك بحسن القيام للقادم و اطعام الضيف .
و العادات العامة كثيرة و متنوعة , فقد تكون العادة تختص بأهل بلد
أو قطر او أمة , و قد تعم جميع الناس فى جميع العصور أو فى عصر . فتختلف
لأجل ذلك القضايا التى يحكم بها بحسب العادة , فتكون مشهورة عند القوم
الذينلهم تلك العادة دون غيرهم .
و كما يمدح الناس المحافظين على العادات العامة يذمون المستهينين
بها , سواء كانت العادة حسنة من ناحية عقلية أو عاطفية أو شرعية ,
أو سيئة قبيحة من احدى هذه النواحى : فتراهم يذمون من يرسل لحيته اذا
اعتادوا حلقها و يذمون الحليق اذا اعتادوا ارسالها , و نراهم يذمون من
يلبس غير المألوف عندهم لمجرد أنهم لم يعتادوا لبسه , بل ربما
يسخرون به او يعدونه مارقا .
و هذا الحسن و القبح أيضا ليسا عقليين , بل ينبغى أن يسميا (
عاديين ( لأن منشأهما العادة . و تسمى القضايا فيهما فى عرف المناطقة (
العاديات ) . و لذا لا يدخل أيضا هذا الحسن و القبح فى محل النزاع . و
لا نقول نحن ـ ايضا ـ بلزوم متابعة الشارع للناس فى احكامهم هذه , لأنهم
لم يحكموا فيها بما هم عقلاء بل بما هم معتادون , أى بدافع العادة .
نعم بعض العادات قد تكون موضوعا لحكم الشارع , مثل حكمه بحرمة
لباسالشهرة , أى اللباس غير المعتاد لبسه عند الناس . و لكن هذا الحكم لا
لأجل المتابعة لحكم الناس , بل لأن مخالفة الناس فى زيهم على وجه يثير
فيهم السخرية و الاشمئزاز فيه مفسدة موجبة لحرمة هذا اللباس شرعا , و هذا
شىء آخر غير ما نحن فيه .
فتحصل من جميع ما ذكرنا ـ و قد أطلنا الكلام لغرض كشف الموضوع
كشفا تاما ـ انه ليس كل حسن و قبح بالمعنى الثالث موضوعا للنزاع مع
الاشاعرة , بل خصوص ما كان سببه ادراك كمال الشىء او نقصه على نحو كلى ,
و ما كان سببه ادراك ملائمته أو عدمها على نحو كلى أيضا من جهة
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 219