responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 211
و ليس للاشاعرة ظاهرا نزاع فى الحسن و القبح بهذا المعنى , بل جملة منهم يعترفون بأنهما عقليان , لأن هذه من القضايا اليقينيات التى وراءها واقعخارجى تطابقه , على ما سيأتى .
( ثانيا ) ـ انهما قد يطلقان و يراد الملائمة للنفس و المنافرة لها , و يقعان وصفا بهذا المعنى ايضا للافعال و متعلقاتها من اعيان و غيرها .
فيقال فى المتعلقات : هذا المنظر حسن جميل . هذا الصوت حسن مطرب , و هذا المذوق حلو حسن . . . و هكذا .
و يقال فى الافعال : نوم القيلولة حسن . الاكل عند الجوع حسن . و الشرب بعد العطش حسن . و هكذا .
و كل هذه الاحكام لان النفس تلتذ بهذه الاشياء و تتذوقها لملائمتها لها . وبضد ذلك يقال فى المتعلقات و الافعال : هذا المنظر قبيح . و لولة النائحة قبيحة . النوم على الشبع قبيح . . . و هكذا . و كل ذلك لأن النفس تتألم أو تشمئز من ذلك .
فيرجع معنى الحسن و القبح ـ فى الحقيقة ـ الى معنى اللذة و الالم , أو فقل الى معنى الملائمة للنفس و عدمها , ما شئت فعبر فان المقصود واحد .
ثم ان هذا المعنى من الحسن و القبح يتسع الى أكثر من ذلك , فان الشىء قد لا يكون فى نفسه ما يوجب لذة أو ألما , و لكنه بالنظر الى ما يعقبه من أثر تلتذ به النفس او تتألم منه يسمى أيضا حسنا او قبيحا , بل قد يكون الشىء فى نفسه قبيحا تشمئز منه النفس كشرب الدواء المر و لكنه باعتبار ما يعقبه من الصحة و الراحة التى هى اعظم بنظر العقل من ذلك الألم ألوقتى يدخل فيما يستحسن . كما قد يكون الشىء بعكس ذلك حسنا تلتذ به النفس كالاكل اللذيذ المضر بالصحة , و لكن باعتبار ما يعقبه من مرض اعظم من اللذة الوقتية يدخل فيما يستقبح .
و الانسان بتجاربه الطويلة و بقوة تمييزه العقلى يستطيع ان يصنف الاشياءو الافعال الى ثلاثة أصناف : ما يستحسن , و ما يستقبح , و ما ليس له هاتان المزيتان . و يعتبر هذا التقسيم بحسب ماله من الملائمة و المنافرة و لو بالنظر الى الغاية القريبة أو البعيدة التى هى قد تسمو عند العقل على ما له من لذة وقتية أو ألم وقتى , كمن يتحمل المشاق الكثيرة و يقاسى الحرمان فى سبيل طلب
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست