نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 20
فيخترع من عند نفسه لفظا مخصوصا عند ارادة معنى مخصوص ـ كما هو المشاهد
من الصبيان عند أول أمرهم ـ فيتفاهم مع الاخرين الذين يتصلون به , و
الاخرون كذلك يخترعون من أنفسهم الفاظا لمقاصدهم و تتألف على مرور
الزمن من مجموع ذلك طائفة صغيرة من الالفاظ , حتى تكون لغة خاصة , لها
قواعدها يتفاهم بها قوم من البشر . و هذه اللغة قد تتشعب بين أقوام
متباعدة و تتطور عند كل قوم بما يحدث فيها من التغيير و الزيادة , حتى
قد تنبثق منها لغات اخرى فيصبح لكل جماعة لغتهم الخاصة .
و عليه , تكون حقيقة الوضع هو جعل اللفظ بازاء المعنى و تخصيصه
به . و مما يدل على اختيار القول الثانى فى الواضع انه لو كان الواضع
شخصا واحدا لنقل ذلك فى تاريخ اللغات و لعرف عند كل لغة واضعها .
3 ـ الوضع تعيينى و تعينى
ثم ان دلالة الالفاظ على معانيها الاصل فيها ان تكون ناشئة من
الجعل و التخصيص و يسمى الوضع حينئذ ( تعيينيا ) . و قد تنشأ الدلالة من
اختصاص اللفظ بالمعنى الحاصل هذا الاختصاص من الكثرة فى الاستعمال على
درجة من الكثرة انه تألفه الاذهان بشكل إذا سمع اللفظ ينتقل السامع
منه الى المعنى . و يسمى الوضع حينئذ ( تعينيا . (
4 ـ أقسام الوضع
لابد فى الوضع من تصور اللفظ و المعنى , لأن الوضع حكم على
المعنى و على اللفظ , و لا يصح الحكم على الشىء الا بعد تصوره و معرفته
بوجه من الوجوه و لو على نحو الاجمال , لأن تصور الشىء قد يكون بنفسه و
قد يكون بوجهه أى بتصور عنوان عام ينطبق عليه و يشار به اليه اذ يكون ذلك
العنوان العام مرآة و كاشفا عنه كما اذا حكمت على شبح من بعيد انه ابيض
مثلا و انت لا تعرفه بنفسه انه أى شىء هو , و اكثر ما تعرف عنه ـ مثلا
ـ انه شىء من الاشياء او حيوان من الحيوانات . فقد صح حكمك عليه بأنه
ابيض مع انك لم تعرفه و لم تتصوره بنفسه و انما تصورته بعنوان انه شىء أو
حيوان لا اكثر
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 20