وجوب الاحتياط على من لم يعلم بوجوب الاحتياط من العقل والنقل بعد التأمل والتتبع. ومنها: رواية عبد الأعلى عن الصادق (عليه السلام): " قال: سألته عمن لم يعرف شيئا، هل عليه شئ؟ قال: لا " [1]. بناء على أن المراد بالشئ الأول فرد معين مفروض في الخارج حتى لا يفيد العموم في النفي [2]، فيكون المراد: هل عليه شئ في خصوص ذلك الشئ المجهول؟ وأما بناء على إرادة العموم فظاهره السؤال عن القاصر الذي لا يدرك شيئا. ومنها: قوله: " أيما امرء ركب أمرا بجهالة فلا شئ عليه " [3]. وفيه: أن الظاهر من الرواية ونظائرها من قولك: " فلان عمل بكذا بجهالة " هو اعتقاد الصواب أو الغفلة عن الواقع، فلا يعم صورة التردد في كون فعله صوابا أو خطأ. ويؤيده: أن تعميم الجهالة لصورة التردد يحوج الكلام إلى التخصيص بالشاك الغير المقصر، وسياقه يأبى عن التخصيص، فتأمل. ومنها: قوله (عليه السلام): " إن الله يحتج على العباد بما آتاهم وعرفهم " [4].
[1] الكافي 1: 164، باب حجج الله على خلقه، الحديث 2. [2] في (ه): " المنفي ". [3] الوسائل 5: 344، الباب 30 من أبواب الخلل في الصلاة، الحديث الأول، مع تفاوت يسير. [4] الكافي 1: 162، باب البيان والتعريف ولزوم الحجة، الحديث الأول.