وقد خرجنا في الكلام في النبوي الشريف عما يقتضيه وضع الرسالة. ومنها: قوله (عليه السلام): " ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم " [1]. فإن المحجوب حرمة شرب التتن، فهي موضوعة عن العباد. وفيه: أن الظاهر مما حجب الله علمه ما لم يبينه للعباد، لا ما بينه واختفى عليهم بمعصية [2] من عصى الله في كتمان الحق أو ستره، فالرواية مساوقة لما ورد عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): " إن الله تعالى حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تعصوها، وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا فلا تتكلفوها، رحمة من الله لكم " [3]. ومنها: قوله (عليه السلام): " الناس في سعة ما لم يعلموا " [4]. فإن كلمة " ما " إما موصولة أضيف إليه السعة وإما مصدرية ظرفية، وعلى التقديرين يثبت المطلوب. وفيه: ما تقدم في الآيات [5]: من أن الأخباريين لا ينكرون عدم
[1] الوسائل 18: 119، الباب 12 من صفات القاضي، الحديث 28. [2] كذا في (ظ)، وفي غيرها: " من معصية ". [3] نهج البلاغة: 487، الحكمة 105. [4] عوالي اللآلي 1: 424، الحديث 109، وانظر المستدرك 18: 20، الباب 12 من أبواب مقدمات الحدود، الحديث 4. [5] راجع الصفحة 27.