العدالة [1]. والإنصاف: أن في كثير من أخبار الحسد إشارة إلى ذلك. وأما " الطيرة " - بفتح الياء، وقد يسكن -: وهي في الأصل التشؤم بالطير [2]، لأن أكثر تشؤم العرب كان به، خصوصا الغراب. والمراد: إما رفع المؤاخذة عليها، ويؤيده ما روي من: " أن الطيرة شرك وإنما يذهبه التوكل " [3]، وإما رفع أثرها، لأن التطير [4] كان يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع. وأما " الوسوسة في التفكر في الخلق " كما في النبوي الثاني، أو " التفكر في الوسوسة فيه " كما في الأول، فهما واحد، والأول أنسب، ولعل الثاني اشتباه من الراوي. والمراد به - كما قيل [5] -: وسوسة الشيطان للانسان عند تفكره في أمر الخلقة، وقد استفاضت الأخبار بالعفو عنه. ففي صحيحة جميل بن دراج، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): " إنه يقع في قلبي أمر عظيم، فقال (عليه السلام): قل: لا إله إلا الله، قال جميل: فكلما وقع في قلبي شئ قلت: لا إله إلا الله، فذهب عني " [6].
[1] الشرائع 2: 128. [2] انظر مجمع البحرين 3: 385 (مادة طير). [3] البحار 58: 322، ذيل الحديث 10، مع تفاوت. [4] كذا في (ص)، (ظ)، (ه) ومحتمل (ر)، وفي (ت) ومحتمل (ر): " الطير ". [5] قاله المجلسي في مرآة العقول 11: 393. [6] الوسائل 4: 1191، الباب 16 من أبواب الذكر، الحديث الأول.