كانت كتبه ورواياته حال الاستقامة، حتى أذن لهم الإمام (عليه السلام) أو نائبه، كما سألوا العسكري (عليه السلام) عن كتب بني فضال، وقالوا: إن بيوتنا منها ملاء [1]، فأذن (عليه السلام) لهم [2]. وسألوا الشيخ أبا القاسم بن روح عن كتب ابن أبي عزاقر [3] التي صنفها قبل الارتداد عن مذهب الشيعة، حتى أذن لهم الشيخ في العمل بها [4]. والحاصل: أن الأمارات الكاشفة عن اهتمام أصحابنا في تنقيح الأخبار في الأزمنة المتأخرة عن زمان الرضا (عليه السلام) أكثر من أن تحصى، ويظهر [5] للمتتبع. والداعي إلى شدة الاهتمام - مضافا إلى كون تلك الروايات أساس الدين وبها قوام شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، ولذا قال الإمام (عليه السلام) في شأن جماعة من الرواة: " لولا هؤلاء لاندرست آثار النبوة " [6]. وأن الناس لا يرضون بنقل ما لا يوثق به في كتبهم المؤلفة في التواريخ التي
[1] كذا في الغيبة: 389، وفي البحار 2: 252: " ملئ "، وفيه 51: 358: " ملأى ". [2] البحار 2: 252، الحديث 72، و 51: 358، باب أحوال السفراء، والغيبة للشيخ الطوسي: 389، الرقم 355، وانظر الوسائل 18: 103، الباب 11 من أبواب صفات القاضي، الحديث 13. [3] كذا في (ه) والمصدر، وفي (ص)، (ل) و (م): " ابن عذافر "، وفي (ر): " ابن عزاقر "، وفي (ظ): " ابن عزافر ". [4] انظر المصادر المتقدمة، البحار والغيبة. [5] لم ترد " ويظهر " في (ت)، (ظ) و (ه). [6] الوسائل 18: 103، الباب 11 من أبواب صفات القاضي، الحديث 14.