ومن المعلوم: أن تصديقه (صلى الله عليه وآله) للمنافق لم يكن بترتيب آثار الصدق عليه مطلقا. وهذا التفسير [1] صريح في أن المراد من " المؤمنين ": المقرون [2] بالإيمان من غير اعتقاد، فيكون الإيمان لهم على حسب إيمانهم. ويشهد بتغاير معنى الإيمان في الموضعين - مضافا إلى تكرار لفظه -: تعديته في الأول بالباء وفي الثاني باللام، فافهم. وأما توجيه الرواية، فيحتاج إلى بيان معنى التصديق، فنقول: إن المسلم إذا أخبر بشئ فلتصديقه معنيان: أحدهما: ما يقتضيه أدلة تنزيل [3] فعل المسلم على الصحيح والأحسن، فإن الإخبار من حيث إنه فعل من أفعال المكلفين، صحيحه ما كان مباحا، وفاسده ما كان نقيضه، كالكذب والغيبة ونحوهما، فحمل الإخبار على الصادق حمل [4] على أحسنه. والثاني: هو حمل إخباره من حيث إنه لفظ دال على معنى يحتمل مطابقته للواقع وعدمها، على كونه مطابقا للواقع وترتيب [5] آثار الواقع عليه. و [6] المعنى الثاني هو الذي يراد من العمل بخبر العادل. وأما المعنى
[1] في (ل) بدل " التفسير ": " التعبير "، وفي (م): " التفصيل ". [2] في (ه) بدل " المقرون ": " المقرونون ". [3] في (ه) بدل " تنزيل ": " حمل ". [4] في (ظ)، (ل) و (م): " حمله ". [5] في (ر)، (ص) و (ه): " بترتيب ". [6] في (ص)، (ظ) و (م) زيادة: " الحاصل أن ".