responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريرات آية الله المجدد الشيرازي نویسنده : الآشتياني، الميرزا محمد حسن    جلد : 4  صفحه : 23

ذلك غير متيقن في المحرمات المعلومة فكيف بمشتبهاتها؟! و عليه يحمل قوله- (قدس سره)- (و العقاب و الهلاك فعلا) [1] فإن مراد الخصم أيضا ذلك، لا الوقوع كيف كان.

الاستدلال بآية نفي التعذيب عليها

و مما ذكرنا ظهر الجواب عما ربما يتوهم من الإيراد على الاستدلال بالآية على أصالة البراءة من أن غاية ما تدل عليه إنما هي نفي فعلية العذاب، دون استحقاقه كما هو المدعى.

لكن الإنصاف عدم نهوضها على المطلوب.

أما أولا- فلما ذكره- (قدس سره)- من كونها إخبارا عن وقوع التعذيب سابقا في الأمم السابقة بعد بعث الرسول إليهم، كما يدل عليه قوله: وَ ما كُنَّا ... بصيغة الماضي، فيختص بالعذاب الدنيوي الواقع فيهم، لأن الأخروي لم يجئ وقته بعد لأحد.

أقول: لا يخفى كثرة إطلاق لفظ الماضي على المستقبل في القرآن، خصوصا فيما يتعلق بأحوال القيامة، و لا شبهة [في‌] [2] وقوع التعذيب سابقا إلا أنه لا يوجب ظهوره أيضا في أحوال القيامة، فتسقط الآية عن الاستدلال بها.

و يمكن أن يقال:- على فرض تسليم كون الآية في مقام الإخبار عن وقوع التعذيب في الأمم السابقة بعد البعث-: إن في العدول عن لفظ: (و ما عذبنا) إلى قوله: وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ‌ [3] إشعارا بأنه تعالى أراد: أنه لم يكن شأنه تعذيب أحد إلا بعد البيان، فيستفاد أن هذا شأنه تعالى في جميع الأمور و في الدنيا و الآخرة، فيتم به المطلوب، إلا أنه مجرد إشعار لا ينبغي الركون إليه.

و أما ثانيا- فبأن الظاهر من الرسول هو الشخص المبعوث من اللَّه‌


[1] فرائد الأصول 1: 317.

[2] في الأصل: فلا شبهة له على ..

[3] الإسراء: 15.

نام کتاب : تقريرات آية الله المجدد الشيرازي نویسنده : الآشتياني، الميرزا محمد حسن    جلد : 4  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست