الفصل الرابع هجرته إلى سامراء [1]

و مدينة سامراء تضم مرقد الإمامين: علي الهادي و الحسن العسكري (عليهما السلام)‌ [2]، و فيها غيّب الإمام محمد المهدي الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، و يقصدها على مدار السنة عدد غير قليل من المسلمين الإمامية من داخل العراق و خارجه لزيارة الإمامين العسكريين و التبرك بمرقدهما الطاهر، و سكان هذه المدينة من المسلمين السنّة منذ عهد العباسيين الذين أسسوها و اعتبروها عاصمة لهم في عهد من عهودهم.

و عنده رسخت مرجعية الإمام المجدد الشيرازي في الأقطار الإسلامية قرر الانتقال من النجف إلى سامراء، و لم يعلن عن تصميمه في بداية الأمر لأنه كان يخشى ضغط العلماء و هيجان الجماهير عليه ممّا يضطره لترك الفكرة، و هو مصمم على إنجازها لما فيها من مصلحة للأمة، و ذلك عام 1291 ه.

[1] تقع سامراء شمال مدينة بغداد على بعد نحو (130) كيلو متر على الضفة اليسرى من نهر دجلة.

أسست مدينة سامراء بعهد الخليفة العباسي المعتصم بن هارون الرشيد سنة (221 ه) و هو الثامن من خلفاء بني العباس و جعلها عاصمة جديدة لسلطانهم. ثم وسعها ابنه الواثق، و أوصلها إلى أقصى اتساعها المتوكل، و حتى إذا جاء عهد المعتمد، تركها و أعاد مقر الخلافة إلى بغداد، و لم يكن قد مر عليها إلاّ أربع و خمسون سنة ملك خلالها ثمانية من خلفاء بني العباس، و هم: المعتصم، و الواثق، و المتوكل، و المنتصر، و المستعين، و المعتز، و المهتدي، و المعتمد.

و لا تعرف مدينة اتسع عمرانها في بضع سنوات كما اتسع عمران مدينة سامراء حتى امتد إلى مسافة 35 كيلو متر على ضفتي نهر دجلة.

يراجع لزيادة الاطلاع: السيد حسن الأمين- دائرة المعارف الإسلامية الشيعية: المجلد الثالث- 75.

[2] ضريح الإمامين العسكريين تعلوه قبة مطلية بالذهب، تبرع بالإنفاق على إشادتها السلطان ناصر الدين شاه القاجاري عام 1285 ه. و هذه القبة من أكبر قباب الأئمة في جميع أنحاء العالم، حيث يبلغ محيطها (68) مترا، و قطرها (22) مترا و 43 سنتمترا، و يبلغ عدد الطابوق المذهب الملصوق بها ... 72 طابوقة.

يراجع: السيد حسن الأمين- المصدر المتقدم: 3- 75.