إلاّ بأحسن لسان، مع التبسم في وجهه و الاعتذار منه. و هذا و اللّه هو الخلق العظيم الّذي ورثه من جده سيد المرسلين، و قد أحسن و أجاد السيد حيدر الشاعر الحلي [1] حيث يقول في مدح سيدنا الأستاذ:
كذا فلتكن عترة الأنبياء* * * و إلاّ فما الفخر يا فاخر
كذا يظهر المعجز الباهر* * * فيشهده البر و الفاجر
فدم دار مجدك مأهولة* * * باب علاك بها عامر
[2] و ممّا نقل عن سعة صدره و كظم غيظه أن أحد زواره من النجف وفد عليه في سامراء و لم ينحله ما كان يأمله، فكتب إليه كتابا فيه من الكلام الغليظ الشيء الكثير، و ختم كتابه بقول القائل:
لعبت هاشم بالملك فلا* * * خبر جاء و لا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم* * * من بني أحمد ما كان فعل
[3] يقول الراوي: و لمّا قرأ السيد الكتاب أمر له بمبلغ من المال إضافة لما وصل
[1] السيد حيدر بن سلمان بن داود، المنتهي نسبه إلى زيد الشهيد بن الإمام علي بن الحسين (عليهم السلام).
ولد في الحلة من مدن العراق عام 1246 ه- و تربى في بيت علم و أدب، و اشتهر بالقصائد الحسينية الحولية و توفي عام 1304 ه- و دفن بالنجف و له ديوان مطبوع. راجع مقدمة ديوانه، بقلم المرحوم الشيخ علي الخاقاني، ففيه ترجمة وافية له.
[2] هذا بيت من قصيدة مطولة مدح فيها الإمام المهدي المنتظر (عجل اللّه فرجه) لكرامة حصلت، و انتهى بها إلى مدح المرحوم السيد الشيرازي، يقول في مطلعها:
كذا يظهر المعجز الباهر* * * فيشهده البر و الفاجر
و يقول في ختامها مخاطبا المجدد الشيرازي بعد أبيات طويلة فيه:
فدم دار مجدك مأهولة* * * باب علاك بها عامر
راجع ديوان السيد حيدر الحلي 1- 41- 44 تحقيق المرحوم الأستاذ علي الخاقاني، الطبعة الرابعة 1404 بيروت.
[3] البيت ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان، تمثل فيه و بأبيات لابن الزبعري- حين وضع بين يديه رأس الإمام الحسين (عليه السلام) عند وصول السبايا إلى الشام بعد مأساة يوم الطف في العاشر من محرم عام 61 ه.
و يذكر أن أبيات ابن الزبعري ثلاثة، و زادهما يزيد ببيتين، المذكور، و الثاني:
لست من خندف إن لم أنتقم* * * من بني أحمد ما كان فعل