و حين انتقل الشيخ الأنصاري إلى جواز ربه عام 1281 ه، ثلم في الإسلام ثلمة كبيرة، و خسرت المدرسة النجفية العلمية رائدها الكبير و مجدد أفكارها العلمية، و كان على أعلام هذه المدرسة أن تحدد المرجع الديني الّذي يجب أن يسد الشاغر بوفاة شيخ الطائفة الأنصاري، و العيون مشدودة- بطبيعتها- إلى النجف الأشرف، موئل العلماء، و مركز الثقل الديني في العالم الإسلامي الشيعي.
و تشير المصادر بأن تلامذة الشيخ الأنصاري اجتمعوا في دار الشيخ ميرزا حبيب اللّه الرشتي [1]- من مبرزي تلاميذ الشيخ- (قدس سره)- و تدارسوا أمر المرجعية العامة، و ترشيح من هو أهل لها، و اتفقت كلمتهم على تقديم الميرزا الشيرازي لرئاسة المرجعية لما له من المؤهلات و الخصائص التي تجعله أن يكون المرشح الأكثر قبولا لدى الأمة، و كانت العلامة التي أوضحت هذا المعنى أن قدّم للصلاة و الدرس بعد وفاة شيخهم الكبير المرتضى الأنصاري، و حين توفي الحجة الكبير السيد حسين الكوهكمري، المعروف بالسيد حسين الترك، الّذي رجع إليه أهالي «أذربيجان» في التقليد بعد الشيخ الأنصاري، ثنيت الوسادة للسيد الشيرازي و أصبح المرجع الوحيد للإمامية في سائر البلاد الإسلامية [2]، و المشار إليه في إصدار الإفتاء و شئون المسلمين.
[1] تذكر المصادر أسماء بعض الأعلام الذين حضروا هذا الاجتماع، و كان منهم: الميرزا حسن الآشتياني، و الميرزا حبيب اللّه الرشتي، و الشيخ عبد اللّه نعمة العاملي الجبعي، و الشيخ جعفر التستري، و الآقا حسن النجم آبادي الطهراني و الميرزا عبد الرحيم النهاوندي، و غيرهم من وجوه تلاميذ الشيخ الأنصاري (رضوان اللَّه عليهم). راجع: السيد حسن الصدر- تكملة أمل الأمل: 6 ه 2 و السيد الأمين- أعيان الشيعة: 5- 305 و الطهراني- نقباء البشر: 1- 438.