وذكر قدسسره : ان قيام العلة
مقام الجزاء لا يحصى كثرة في القرآن وغيره مثل قوله تعالى : ( وَإِنْ
تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى )[١] وقوله : ( إِنْ تَكْفُرُوا
فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ )[٢] وغيرهما.
الاحتمال الثاني :
ان يكون قوله : « فانه على يقين من وضوئه » هو الجزاء بان يكون جملة خبرية أريد
بها الإنشاء جدا ، ككثير من الجمل الخبرية الواقعة في مقام الإنشاء.
الاحتمال الثالث :
ان يكون الجزاء هو قوله : « ولا ينقض اليقين بالشك » ويكون قوله : « فانه على يقين
من وضوئه » توطئة وتمهيدا لذكر الجزاء ، فيكون المراد : « وان لم يستيقن أنه نام ،
فحيث أنه على يقين من وضوئه فلا ينقض اليقين بالشك » [٣].
وهنا احتمال رابع
قربه المحقق الأصفهاني ، وهو ان يكن قوله : « فانه على يقين من وضوئه » جزاء مع
التحفظ على ظهوره في مقام الاخبار جدا ، فيكون خبرا محضا مع كونه جزاء بنفسه [٤].
إذا عرفت هذه
المحتملات في الرواية فلا بد من معرفة ما هو الصحيح والمتعين منها ، ثم معرفة
مقدار ارتباطه بالاستصحاب. فنقول :
اما الأول : فقد
عرفت تقريب الشيخ له وبنى عليه صاحب الكفاية رحمهالله. وهو في حد نفسه معقول وليس ببعيد عن مقتضى التركيب
الكلامي ، إلاّ انه انما يتعين الأخذ به إذا لم يكن في المحتملات الأخرى ما هو
أرجح منه