القول
الأول : ما اختاره المحقق
النائيني [١]رحمهالله ، وبيان ما أفاده قدسسره : انه كما ان للعرض الخارجي في مقام قيامه رابط يربط بموضوعه
ونسبة ما بينه وبين موضوعه ، كذلك المفاهيم في مرحلة التصور والوجود الذهني لا بد
في قيام بعضها ببعض ذهنا من تحقق الربط بينها ، ولا يخفى ان الرابط بين الموجودات
الخارجية والمفاهيم خارج عن حقيقة الموجود الخارجي والمفهوم ، فالربط بين زيد
والقيام في الخارج ليست حقيقته من سنخ حقيقة زيد والقيام ، فليس له ماهية وتقرر
يعرض عليه الوجود كزيد والقيام ، وإلاّ لاحتاج في وجوده إلى رابط يربطه بغيره لعدم
صلاحيته للربط حينئذ بل حقيقته لا تخرج عن حد الوجود ، ومن سنخ الوجود. فالنسبة
والربط بين زيد والقيام من خصوصيات وجوديهما. وهكذا الربط بين مفهومي زيد والقيام
في الذهن فانه ليس من سنخ المفاهيم التي يتعلق بها التصور واللحاظ ، وإلاّ لاحتاج
إلى رابط يربطه بغيره ، إذ يكون حينئذ كغيره من المفاهيم فلا يصلح للربط ، وانما
هو من سنخ اللحاظ والتصور ومن خصوصيات لحاظ المفهومين.
وبالجملة
: كما ان النسبة
الخارجية ـ أعني النسبة بين الموجودين خارجا ـ لا تخرج عن حد الوجود وليس لها
ماهية يعرض عليها الوجود ، كذلك النسبة الذهنية ـ أعني النسبة بين المفهومين ذهنا
ـ لا تخرج عن حد اللحاظ وليس لها مفهوم يتعلق به اللحاظ والتصور ، فصح حينئذ ان
يعبر عن النسبة الذهنية بالنسبة الكلامية بلحاظ انها النسبة بين المفهومين
المدلولين للكلام وانه لا واقع لها إلاّ الكلام ، حيث انه لا تقرر لها في نفسها
ولا وجود لها قبل وجود المفهومين.
[١] المحقق الخوئي
السيد أبو القاسم. أجود التقريرات ١ ـ ١٦ ـ الطبعة الأولى.