اللفظان مترادفين
ـ كما ادعاه صاحب الكفاية ـ كما يتضح ان إطلاق الطلب على الاختيار في التكوينيات ـ
كما ارتكبه المحقق النائيني ـ لا يخلو عن تسامح ، فان التصدي ينشأ عن الاختيار ،
وليس هو الاختيار كما لا يخفى. وقد نبه قدسسره على ذلك بتقريب : ان التوجه والقصد لما كان إلى الغاية لا
إلى المبدأ أطلق اسم الغاية على المبدأ من باب أخذ الغاية وترك المبدأ ، كما يطلق
الأكل على مجرد البلع بلا مضغ. فلاحظ.
يبقى الكلام في
الجهة الثانية من جهات النزاع ـ أعني النزاع في مدلول صيغة الأمر ـ.
فقد تقدم الكلام
فيما مضى عن معنى الحروف وهيئة الاسم وهيئة الماضي والمضارع من الأفعال. وبقي
الكلام في هيئة الأمر كـ : « افعل » و « صلّ » و « كل » ونحوها وموضعه هاهنا.
وعلى كل فقد ذكر
صاحب الكفاية : انها موجدة لمعناها في نفس الأمر [١] ، وقد تقدم منه ان الصيغ الإنشائية تتكفل إيجاد المعنى بوجود إنشائي [٢].
ولكن ما ذكره هنا
ليس بيانا لمعنى الصيغة ، إذ لم يعلم ما هو معناها الّذي توجده إنشاء. وكلامنا في
معرفة معناها وما هي موضوعة له لا في بيان أثرها وعملها.
ولكنه قال في موضع
آخر ما مضمونه : إن صيغة افعل تستعمل في إنشاء الطلب ، وان معناها ذلك وان اختلفت
دواعي إنشائه ، من طلب ، وتهديد ، وتعجيز ، واستفهام ، ونحوها [٣].
ومن الواضح ان
الالتزام بوضع الصيغة لإنشاء الطلب مثار المناقشة ، لأن
[١] الخراسانيّ
المحقق الشيخ محمد كاظم. كفاية الأصول ـ ٦٦ ـ طبعة مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.
[٢] الخراسانيّ
المحقق الشيخ محمد كاظم. فوائد الأصول ـ ٢٨٦ ـ المطبوعة ضمن حاشية الفرائد.
[٣] الخراسانيّ
المحقق الشيخ محمد كاظم. كفاية الأصول ـ ٦٩ طبعة مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.