عام ، فليكن كذلك
باب الاستعمال ، فيستعمل اللفظ في كل واحد من المعاني بتوسط عنوان عام.
ويدفع هذا النقض :
بالفرق بين باب الاستعمال وباب الوضع ، بان اللفظ يكون في باب الاستعمال فانيا في
المعنى وليس كذلك في باب الوضع ، فانّه ملحوظ بالاستقلال. واما نفس الوضع فهو
كالحكم لا يحتاج إلاّ إلى لحاظ الموضوع له ، فلاحظ.
ثم انه قد ذكر
لامتناع استعمال اللفظ في أكثر من معنى وجه آخر غير ما أشار إليه المحقق صاحب
الكفاية. وبيانه بالإجمال : ان لازم استعمال اللفظ في أكثر من معنى اجتماع لحاظين
للمعنيين في آن واحد وهو ممتنع [١].
ويندفع هذا الوجه
بما حقق من قابلية النّفس لحصول صورتين لمعنيين في آن واحد ، ويستشهد على ذلك
بشواهد :
منها : ان الشخص
قد يفعل فعلين في آن واحد ، كأن يقرأ ويكتب مع ان الفعل امر اختياري يتوقف على
اللحاظ والتصور ، فانه من مبادئ الإرادة.
ومنها : الحكم على
الموضوع بالمحمول ، فانه يتوقف على لحاظ كل من المحمول والموضوع كي يتّجه حكمه به
عليه وحمله على الموضوع.
وبالجملة :
فاندفاع هذا الوجه واضح.
وقد ذكر المحقق
الأصفهاني وجها آخر لامتناع استعمال اللفظ في أكثر من معنى ، توضيحه : إن
الاستعمال عبارة عن إيجاد المعنى باللفظ بوجود تنزيلي ، بمعنى ان يكون اللفظ وجودا
تنزيليا للمعنى ، وبما ان الإيجاد متحد مع الوجود حقيقة وذاتا وان اختلف بحسب
الاعتبار امتنع استعمال اللفظ في معنيين ، إذ يستحيل ان يكون الوجود الواحد إيجادا
لكل من المعنيين بنحو يكون إيجادين
[١] الأصفهاني
المحقق الشيخ محمد حسين. نهاية الدراية ١ ـ ٦٤ ـ الطبعة الأولى.