البحث الأول في الأوامر أصل صيغة " إفعل " وما في معناها [1] حقيقة في الوجوب فقط بحسب اللغة على الأقوى وفاقا لجمهور الأصوليين. وقال قوم: إنها حقيقة في الندب فقط. وقيل:
في الطلب، وهو: القدر المشترك بين الوجوب والندب. وقال علم الهدى [2] رضي الله عنه: إنها مشتركة بين الوجوب والندب اشتراكا لفظيا في اللغة، و أما في العرف الشرعي فهي حقيقة في الوجوب فقط. وتوقف في ذلك قوم فلم يدروا، أللوجوب هي أم للندب. وقيل: هي مشتركة بين ثلاثة أشياء:
الوجوب، والندب، والإباحة. وقيل: هي للقدر المشترك [3] بين هذه الثلاثة وهو الاذن. وزعم قوم: أنها مشتركة بين أربعة أمور، وهي الثلاثة السابقة، والتهديد وقيل فيها أشياء أخر، لكنها شديدة الشذوذ، بينة الوهن، فلا جدوى في التعرض [4] لنقلها.
لنا وجوه: الأول - أنا نقطع بأن [5] السيد إذا قال لعبده: " إفعل كذا " فلم يفعل [6]، عد عاصيا وذمه العقلاء معللين حسن ذمه بمجرد ترك الامتثال، وهو معنى الوجوب.