responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الدين وملاذ المجتهدين نویسنده : نجل الشهيد الثاني، الشيخ السعيد    جلد : 1  صفحه : 160
بتفصيل ما تعمله وتأتيه وتذره، أسلمها إليك عند توديعك، أو أنفذها إليك عند استقرارك في عملك. وأيضا، فتأخير العلم بتفصيل صفات الفعل، ليس بأكثر من تأخير إقدار المكلف على الفعل. ولا خلاف في أنه لا يجب أن يكون في حال الخطاب قادرا، ولا على سائر وجوه التمكن. فكذلك العلم بصفة الفعل " [1]. هذا ملخص كلامه في الاحتجاج للشق الأول من مذهبه. وهو جيد واضح لا نزاع فيه.
واحتج على الثاني - أعني: منع تأخير بيان العام المخصوص - بوجوه ثلاثة:
الأول: أن العام لفظ موضوع لحقيقة. ولا يجوز أن يخاطب الحكيم بلفظ له حقيقة وهو لا يريدها، من غير أن يدل في حال خطابه أنه متجوز باللفظ. ولا إشكال في قبح ذلك، والعلة في قبحه: أنه خطاب أريد به غير ما وضع له من غير دلالة.
قال: والذي يدل على ذلك أنه لا يحسن أن يقول الحكيم منا لغيره [2]:
" افعل كذا " وهو يريد التهديد والوعيد، أو " اقتل زيدا " وهو يريد: اضربه الضرب الشديد، الذي جرت العادة أن يسمى قتلا، مجازا، ولا أن يقول " رأيت حمارا "، وهو يريد رجلا بليدا، من غير دلالة تدل على ذلك. و بهذا المعنى بانت الحقيقة من غيرها، لان الحقيقة تستعمل [3] بلا دليل، والمجاز لابد له من دليل. وليس تأخير بيان المجمل جاريا هذا المجرى، لان المخاطب بالمجمل لا يريد به إلا ما هو حقيقة فيه، ولم يعدل به عما وضع له. ألا ترى أن قوله تعالى: " خذ من أموالهم صدقة " [4]، أراد به قدرا مخصوصا، فلم يرد من اللفظ إلا ما هو اللفظ بحقيقته موضوع له. وكذلك إذا قال: " له عندي شئ "، فإنما استعمل اللفظ الموضوع في اللغة للاجمال فيما وضعوه


[1] الذريعة إلى أصول الشريعة.
[2] بغيره - ب
[3] يستعمل - ب
[4] سورة التوبة، 103.
نام کتاب : معالم الدين وملاذ المجتهدين نویسنده : نجل الشهيد الثاني، الشيخ السعيد    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست