نام کتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع نویسنده : ابن زهرة جلد : 1 صفحه : 92
وكذلك المضطر إلى المشي ، يصلي ماشيا ويومئ بالركوع والسجود ، ويتوجهان إلى
القبلة إن تمكنا ، وإلا بتكبيرة الإحرام.
والراكب في
السفينة يصلي قائما إن تمكن ، وإلا جالسا ، ويتوجه إلى القبلة في جميع الصلاة ، فإن
كانت السفينة دائرة توجه إلى القبلة ، ودار إليها مع دور السفينة ، فإن لم يتمكن
أجزأه أن يستقبلها بتكبيرة الإحرام فإن لم يعرف القبلة توجه إلى صدر السفينة وصلى
حيث توجهت ، وكذا السابح والغريق والموتحل [١] والمقيد والمربوط ، يصلون على حسب استطاعتهم ويومون
بالركوع والسجود.
والعريان إن
كان بحيث يراه أحد ، صلى جالسا يومئ بالركوع والسجود ، وإن كان بحيث لا يراه أحد ،
صلى قائما وركع وسجد ، فإن كان العراة جماعة صلوا جلوسا ، إمامهم في وسطهم ، لا
يتقدمهم إلا بركبتيه.
والخائف من
العدو يصلي أيضا على حسب استطاعته ، والخوف بانفراده موجب لقصر الصلاة ، سواء كان
الخائف حاضرا أو مسافرا ، كل ذلك بدليل الإجماع المشار إليه.
وكيفية صلاة
الخوف جماعة : أن يفرق الإمام أصحابه فرقتين : فرقة يجعلها بإزاء العدو ، ويصلي
بالأخرى ركعة ، فإذا نهض إلى الثانية صلوا لأنفسهم الأخرى ، وهو قائم مطول للقراءة
، فإذا سلموا انصرفوا [٢] فقاموا مقام أصحابهم ، وجاءت الفرقة الأخرى فلحقوا
الإمام قائما في الثانية فاستفتحوا الصلاة ، وركعوا بركوعه ، وسجدوا بسجوده ، فإذا
جلس للتشهد قاموا فصلوا الركعة الأخرى ، وثبت جالسا حتى يلحقوه ، فإذا جلسوا معه ،
سلم بهم ، وانصرفوا بتسليمة ، والدليل على صحة هذا الترتيب الإجماع المشار إليه
وأيضا قوله تعالى : (وَإِذا كُنْتَ
فِيهِمْ
[١] الوحل ـ بالفتح
جمعه أو حال ، مثل سبب وأسباب ـ : الطين الرقيق. المصباح المنير.