نام کتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع نویسنده : ابن زهرة جلد : 1 صفحه : 200
بلا خلاف إلا من ابن المسيب [١] ويدل على ذلك بعد الإجماع قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ)[٢] الآية. لأنه تعالى فاضل بين المجاهدين والقاعدين ، ووعد
كلا منهم الحسنى ، وهذا يدل على أن القعود جائز وإن كان الجهاد أفضل منه.
وأما من يجب جهاده : فكل من خالف الإسلام من سائر أصناف الكفار ، ومن
أظهره وبغى على الإمام العادل ، وخرج عن طاعته ، أو قصد إلى أخذ مال المسلم وما هو
في حكمه ، من مال الذمي ، وأشهر السلاح في بر أو بحر أو سفر أو حضر ، بلا خلاف.
فأما كيفية الجهاد وما يتعلق به وبالغنائم من الأحكام : فاعلم أنه ينبغي
تأخير لقاء العدو إلى أن تزول الشمس ، وتصلى الصلاتان ، وأن يقدم قبل الحرب
الإعذار والإنذار والاجتهاد في الدعاء إلى الحق ، وأن يمسك عن الحرب بعد ذلك كله
حتى يبدأ بها العدو ، لتحق الحجة عليه ، ويتقلد بذلك البغي.
فإذا عزم أمير
الجيش عليها ، استخار الله تعالى في ذلك ، ورغب إليه في النصر ، وعبأ [٣] أصحابه صفوفا ، وجعل كل فريق منهم تحت راية أشجعهم
وأبصرهم بالحرب ، وجعل لهم شعارا يتعارفون به ، وقدم الدارع أمام الحاسر [٤] ، ووقف هو في القلب.
[١] سعيد بن المسيب
بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ القرشي المخزومي المتوفى سنة ١٠٠ قال قتادة : ما
رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه ، لاحظ تهذيب التهذيب : ٤ ـ ٤٨. وذهب سعيد
بن المسيب إلى ان الجهاد فرض عين لقوله تعالى (انْفِرُوا
خِفافاً وَثِقالاً)
الآية ، لاحظ المغني لابن قدامة والشرح الكبير : ١٠ ـ ٢٦٥ كتاب الجهاد.