responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عوائد الايام نویسنده : النراقي، المولى احمد    جلد : 1  صفحه : 222
جميعا في صدر العائدة وكذا يدل عليه ما فسر العفو المأمور بانفاقه في الوسط كمرسلة الفقيه المتقدمة ومرسلة ابن ابى عمير عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ماذا ينفقون قل العفو قال العفو الوسط وفى المروى في الصافى في انه التبذير سئل (ع) عن هذه الاية فقال من انفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر ومن انفق في سبيل الله فهو مقتصد ثم المراد بالوسط الذى يكون التجاوز عنه اسرافا هو ما يسمى وسطا عرفا لان المرجع في معرفة حقايق اللغوية هو المصاديق العرفية فالمرجع في معرفة الوسط هو العرف والوسط في العرف هو صرف المال في القدر المحتاج إليه أو اللايق بحال الشخص فكل صرف مال وانفاق لم يكن كذلك فهو يكون اسرافا سوآء لم يكن صرفا وانفاقا بل كان تضييعا واتلافا أو كان صرفا ولم يكن لايقا بحاله أو كان مما لا يحتاج إليه والى الاول اشار (ع) في رواية داود البرقى المتقدمة من جعل طرح النواة وصب فضل الشراب اسرافا والى الثاني اشار (ع) في رواية اسحاق بن عمار قال قلت لابي عبد الله عليه السلام يكون للؤمن عشرة اقمصة قال نعم قلت عشرون قال نعم قلت ثلثون قال نعم ليس هذا من السرف انما السرف ان يجعل ثوب صونك ثوب بذلك حيث ان هذا ليس اتلافا للمال بل هو تجاوز عن اللايق بالحال وكذا إليه اشار امير المؤمنين عليه السلام في رواية اصبغ نباته المروية في الفقيه للمسرف ثلث علامات ياكل ما ليس له ويشرب ما ليس له ويلبس ما ليس له يعنى مالا يليق بحاله كما مر بيانه عن مجمع البحرين واليهما معا اشار (ع) في رواية سليمان بن صالح قال قلت لابي عبد الله عليه السلام ادنى ما يجئ من حد الاسراف قال ابتذالك ثوب صونك واهراقك فضل انائك واكلك التمر ورميك بالنواة هيهنا وهيهنا وبمعناها مرسلة الفقيه عن اسحاق بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام ورواية اخرى لاسحاق والى الثالث اشار (ع) في الاخبار المتقدمة الناهية عن انفاق ما في اليد في سبيل الله والجاعلة لارخاء القبضة والتصدق بالكفين اسرافا لان فيه تجاوزا عن القدر المحتاج إليه في عدم رد السائل وامتثال امر الاتيان بالحق يوم الحصاد واشار إليه ايضا في ذيل مرسلة اسحاق بن عبد العزيز عن ابى عبد الله عليه السلام قلت فما الاقتار فقال اكل الخبز والملح وانت تقدر على غيره قلت فما القصد قال الخبز واللحم واللبن والسمن مرة هذا ومرة هذا فانه قيد بالمرة والمرة ليخرج عن الزايد عن القدر المحتاج إليه في الادام الموجب للدخول في الاسراف وظهر مما ذكر ان الاسراف هو تضييع المال أو صرفه فيما لا يليق بحاله أو فيما لا يحتاج إليه اما التضييع فمصداقه واضح وهو اتلافه كاهراق الماء أو طرح النواة واهراق اللبن والدبس ونحو ذلك مما لا يعد خرجا وصرفا للمال ايضا بل يقال انه جعله بلا مصرف أو صرفه على وجه لا يترتب عليه فائدة اصلا لا دينية ولا دنيوية والمراد بالفائدة ما يكون مقصودا للعقلآء ويعده العقلاء والذين بنائهم على تحكيم العقل فائدة لا ما يكون فائدة عند سفهاء اهل الدنيا والمتهكمين في الملاعب والهواء كما حكى ان بعض المسرفين كان يضيف الناس فيأمر غلمانه بكسر الاواني النفيسة المملوة من الاطعمة والاشربة عند اتيان الطعام وصب ما فيها في الظرف حتى يصفه الاضياف بسعة الصدر وكثرة المال وكما ان بعضهم يضعون الاثوبة النفيسة والاقمشة العالية في المشاعل ليكون ضؤها ذا الوان ومن ذلك ما يفعلونه في هذه الازمنة من اللعب بالنار ويقال له بالفارسية آتشبازى ومنه اضائة السراج في النهار ونحو ذلك واما الصرف فيما لا يليق بحاله فهو ان يصرفه فيما يترتب عليه فائدة دينية أو دنيوية ولو مجرد الزينة التى اباحها الله تعالى لعباده ويعدها العقلاء فائدة ولكنها كانت غير لايقة بحاله عند اهل العرف متجاوزة عن حده وشأنه كعرف السوقى الذى ليس له كل يوم درهمان مالا في ترويق بيته بالذهب واللاجورد وكاشتراء من لا يحتاج في سنة


نام کتاب : عوائد الايام نویسنده : النراقي، المولى احمد    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست