responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 9  صفحه : 369
باب الفخر والكبر 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): عجبا للمتكبر الفخور، الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة. * الشرح: قوله (عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة) وفي الخبر الآتي عن أبي جعفر (عليه السلام) " عجبا للمختال الفخور وإنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به " وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) " ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة وآخره جيفة لا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه " وفي طريق العامة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " قال الله تعالى خلقتكم من التراب ومصيركم إلى التراب فلا تتكبروا على عبادي في حسب ولا مال فتكونوا علي أهون من الذر وانما تجزون يوم القيامة بأعمالكم لا بأحسابكم وإن المتكبرين في الدنيا أجعلهم يوم القيامة مثل الذر يطأهم الناس " ومعنى الجميع أن في الإنسان كثيرا من صفات النقصان فلا يليق بشخص أن يفتخر على غيره من الإخوان، وفيه إشعار بأن دفع هذا المرض المهلك واقع تحت اختيار العبد، وعلاجه مركب من أجزاء علمية وعملية، أما العلمية فبأن يعرف الله وتوحيده في ذاته وصفاته وأفعاله وأن يعلم أن كل موجود سواه مقهور مغلوب عاجز لا وجود له إلا بفيض جوده ورحمته، وأن الإنسان مخلوق من أكثف الأشياء وأخسها وهو التراب، ثم النطفة النجسة القذرة ثم العلقة ثم المضغة ثم العظام ثم الجنين الذي غذاه دم الحيض ثم يصير في القبر جيفة منتنة يهرب منه أقرب الناس إليه وهو فيما بين ذلك ينقلب من طور إلى طور، ومن حال إلى حال، من مرض إلى صحة ومن صحة إلى مرض إلى غير ذلك من الأحوال المتبادلة، وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وأن يعلم أنه يبقى في البرزخ وحيدا فريدا منقطعا لا يدري ما يفعل به وأنه يقوم من مرقده عند قيام الساعة بين يدي العليم الخبير الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة فينبئه بما عمله من صغير وكبير وأنه لا يدري مآل أمره هناك هل هو إلى الجنة أو إلى النار، وأن يعلم أن استكمال كل شئ سواء كان طبيعيا أو إراديا لا يتحقق إلا بالانكسار والضعف، فإن العناصر ما لم تنكسر سورة كيفياتها الصرفة لم تقبل صورة كمالية حيوانية أو إنسانية، والبذر ما لم يقع في التراب ولم يقرب من التعفن والفساد لم يقبل صورة نباتية ولم تخرج منه سنبلة ذات حبات وثمرة، وماء الظهر ما لم يصر منيا منتنا لا يقبل صورة انسانية قابلة للخلافة الربانية، فمن حصل له هذه العلوم والمعارف وأمثالها وصارت ملكة له


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 9  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست