responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 221
الذي يورث الخوف والخشية فإنا نرى كثيرا من أهل العلوم الدينيه وغيرها لا يخشون من الله ويفتنون بحب الدنيا والإستكثار منها وصحبة الامراء وسلاطين الجور للجاه والمال ويميلون معهم حيث مالوا وينالون الدنيا على أي وجه اتفق ويتبعون اهداء النفس والشيطان فنقول المراد بهذا العالم العالم الرباني وهو الذي علم الذي علم عظمة الله وجلاله وعزه وقهره لاعلى وجه الإعتقاد فقط بل على وجه يحيط نور العلم ظاهر القلب وباطنه بحيث يمنعه من التوجد إلى الدنيا وما فيها فضلا عن الوسائط إليها ويزجره عن متابعة النفس الامارة في هواها ورداها فإن هذا العلم هو الذي يورث الخشية وثمرته التقوى والورع وسائر الاخلاق النفسانية والعمل بعلم كتاب الله وسنة روس الله، والإعراض عن الدنيا وأهلها ويرشد إلى ما ذكر ما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال " أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خشية " فإنه كالمفسر للعلم والعالم الخاشى لله والمخصص لهما (1) الطوسي في أوصاف الأشراف أن الخوف والخشية وان كانا بمعنى واحد في اللغة إلا أن بينهما فرقا بين أرباب القلوب وهو أن الخوف تألم النفس من المكروه المنتظر والعقاب المتوقع بسبب إحتمال فعل المنهيات وترك الطاعات. والخشية حالة نفسانيه تنشأ من الشعور بعظمة الرب وهيبته وخوف الحجب عنه بسبب الوقوف على نقصانه وتقصيره في أداه حق العبودية ورعاية الادب فهي خوف خاص وإليه يرشد قوله تعالى * (ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " والرهبة قريب من الخشية. أقول ولعل المقصود من الخشية هنا المعنى اللغوي بدليل الإستشهاد بالاية * (فلا تخشوا الناس واخشون " دل على أن الخشية وهي شدة الخوف عبادة لأن الله تعالى أمر بها كالاية السابقة إلا أن الامر فيها وقع ضمنا، ثم من خشى الله يخشاه الناس فكنا الله من خشيتهم لما مر * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا " التقوى على مراتب الاولى التبرى عن الكفر والشك وهي تحصل بالشهادتين، وثانيها التجنب عما يوثم، وثالثها التنزه عما يشغل القلب عن الحق وبناء الكل على الخوف من العقوبة والبعد من الحق، ولعل المراد هنا أحدى الاخريين مع إحتمال الاولى بعيدا أي ومن يتق الله خوفا منه يجعل له مخرجا من شدائد الدنيا والاخرة كما نقل عن ابن عباس، أو من ضيق المعاش كما يشعر به قوله تعالى * (ويرزقه من حيث لا يحتسب " وكان السر في الأول أن شدائد الدارين من الحرص على الدنيا واقتراف الذنوب والغفلة عن الحق والمتقي منزه عن جميع ذلك وفي الثاني أن فيضه تعالى وجوده عام لابخل فيه وإنما المانع من قبول فيضه هو بعد العبد عنه وعدم إستعداده 1 - قوله " والمخصص لهما " عطف على المفسر أي هذا الحديث مفسر للعلم والعالم ومخصص لهما بالعلم الموجب للخشية والعالم الخاشى. (ش) (*)


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست