responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 4  صفحه : 152
الشئ ضرورة أن اللا شئ لا يصدق على شئ من الأشياء، فبين مفهوم " من " ومفهوم اللاشئ تناقض، فلا يصح قولهم " من لا شئ " أيضا، وإذا ثبت بطلان شقي الترديد كليهما ثبت أنه لا تناقض بينهما. وأما الشق الثالث فهو ما اختاره (عليه السلام) كما أشار إليه المصنف بقوله (فأخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه اللفظة) أي هذه العبارة المشتملة على الترديد أو قولهم خلق الأشياء من لا شئ (على أبلغ الألفاظ وأصحها) من حيث اللفظ والمعنى (فقال (عليه السلام) لا من شئ خلق ما كان) فإنه رد عليهم بأن ترديدهم ليس بحاصر لعدم وقوعه بين النفي والإثبات فإن قولهم " من لا شئ " ليس رفعا ونقيضا لقولهم " من شئ " بل قولنا " لا من شئ " دفع ونقيض له فإن نقيض الابتداء من شئ سلب الابتداء من ذلك الشئ لما تقرر من أن نقيض كل شئ رفعه لا الابتداء من " لا شئ " إذ لا تناقض بين الموجبتين، وإن كان المحمول في إحداهما متضمنا للسلب، ولما لم يكون ترديدهم حاصرا اختار (عليه السلام) شقا ثالثا وهو أنه خلق الأشياء لا من شئ (فنفى من) بإدخال حرف النفي عليها وأنكر عليهم إدخال " من " على حرف النفي (إذ كانت) يعني " من " (توجب شيئا) (1) فلو دخلت على حرف النفي كما قالوا لزم التناقض في قولهم " من لا شئ " كما عرفت (ونفي الشئ) إشارة إلى أن النفي في قولنا " لا من شئ " راجع إلى مفهوم " من " الابتدائية، ومفهوم مدخولها وهو الشئ كليهما، لا إلى مفهوم من وحده حتى يلزم وجود شئ قبل خلقه للأشياء. (إذ كان كل شئ مخلوقا محدثا لا من أصل) تعليل لنفي " من " ونفي الشئ جميعا وهو في الحقيقة سند للمنع كما يظهر بالتأمل. (أحدثه الخالق) (2) لا من أصل، وهذا تأكيد للسابق ومبالغة في أن خلقه بمحض الاختراع من غير 1 - قوله: " من توجب شيئا " " من " هذه حرف جر بمعنى ابتداء الغاية وقد يقال لها " من " النشوية وهي تقتضي شيئا منه يبتدأ وينشأ شئ آخر مثل ابتداء المسافة الحقيقية نحو: سرت من البصرة إلى الكوفة، أو الوهمية نحو: حفظت الكتاب من أوله إلى آخره، وقد تدل على العلة الفاعلية نحو أن يقال: وجود العالم من الله، أو على العلة المادية نحو: خلقكم من تراب ثم من نطفة، أو على العلة المعدة نحو: الابن من الأب، والعذاب من المعاصي، وإذا اغتسل الإنسان خلق الله من كل قطرة من ماء ملكا يستغفر له، ونعيم الآخرة تتجسم من أعمال أهل الدنيا وأجسامهم من أجسامهم في الدنيا، ويجب الفرق بين العلة المادية والعلة المعدة، وخلق النفس المجردة من البدن من الثاني، والصورة النوعية من المزاج من قبيل الأول. (ش) 2 - قوله: " لا من أصل أحدثه الخالق " مذهب أهل التوحيد أن الله تعالى خلق ما خلق من أصل وخلق ذلك الأصل أيضا وليس الأصل غير مخلوق بخلاف الثنوية أي المانوية منهم فإنهم قالوا بعدم مخلوقية الأصل وبمخلوقية ما تركب منه فقط وقوله " أحدثه الخالق " أي أوجده وأطلق الأحداث على الإيجاد للملازمة عرفا بين الحدوث والخلق. وقد تكرر البحث في الحدوث متفرقا في الحواشي، ونلخص لك هاهنا حاصل ما سبق وهو أن الحدوث يمكن أن يثبت للعالم لوجوه: الاول التعبد الشرعي في الاعتقاد به والدليل عليه ظاهر الكتاب والسنة والإجماع وهذا وجه حسن ولكن يتوقف على إثبات = (*)


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 4  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست