responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 193
وقال الشيخ بهاء الملة والدين (رحمه الله): الظاهر من قوله: " من حفظ " ترتب الجزاء على مجرد حفظ الحديث، وأن معرفة معناه غير شرط في حصول الثواب، أعني البعث يوم القيامة فقيها عالما، وهو غير بعيد، فإن حفظ ألفاظ الحديث طاعة كحفظ ألفاظ القرآن، وقد دعا (صلى الله عليه وآله) لناقل الحديث وإن لم يكن عالما بمعناه كما يظهر من قوله (عليه السلام): " رحم الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " (1)، ولا بعد أن يندرج يوم القيامة بمجرد حفظ اللفظ في زمرة العلماء " فإن من تشبه بقوم فهو منهم ". هذا كلامه، واورد عليه (2): بأن كون حفظ ألفاظ الحديث طاعة يقتضي أن يكون للحافظ أجر كأجر سائر الطاعات البدنية لا كأجر الفقاهة التي هي من الصفات القلبية والطاعات العقلية ولا دلالة فيما نقله من الحديث النبوي إلا على كون الحافظ لألفاظ الحديث مرحوما لا على أن له في القيامة درجة العلماء والثاني هو المبحوث عنه دون الأول، وقوله: " من تشبه بقوم فهو منهم " (3) على تقدير جريانه في كل نوع لا يفيد هنا، لأن التشبه غير محقق هنا، إذ العلم من الامور العقلية الباطنية وأنى يحصل التشبه بالعالم بمجرد حفظ الألفاظ المسموعة ؟ والحق أن للحفظ مراتب كثيرة مرجعها إلى ثلاثة: الاولى: حفظ صور الألفاظ إما في الخيال أو في الكتابة. الثانية: ذلك مع حفظ معانيها الأولية التي تصل إليها أفهام أكثر الناس. الثالثة: ذلك مع حفظ معانيها العقلية وحقائقها العرفانية والعمل بها. = جاز كقوله: أخبرني إجازة والأظهر عندي أن لفظ حدثني وأمثاله خرج في عرف المحدثين ونقل إلى معنى يشمل الإجازة ولا ضير فيه لوضوح المراد. (ش) 1 - رواه الترمذي في السنن ج 10، ص 25، وفيه: " نضر الله عبدا " وكذا رواه الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول ص 42، والبغوي في مصابيح السنة ج 1، ص 22. 2 - المورد هو صدر المتألهين (قدس سره) وكذلك كثير مما يعتنى به من تحقيقات الشارح مقتبس منه (قدس سرهما) فكفى بالرجل فخرا أن يليق بالاستفادة من ذلك العلم العيلم والبحر الخضم الذي حارت دون إدراك فضله عقول اولي الهمم، ومع ذلك فلا أرى كثير فرق بين كلام الشيخ بهاء الدين وتلميذه الصدر (قدس سرهما)، إذ لا يدل كلام الشيخ على تساوي المحدث والعالم من كل وجه، بل مراده التشابه بينهما في الجملة، لأنه استشهد بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " رحم الله امرءا سمع مقالتي " انتهى، وعد المحدث من المتشبهين بالعلماء فهو بمنزلة العطار وتاجر العقاقير يجمعها للطبيب حتى يستعملها فيما يفيد، وعلى العطار أن يميز بين الدواء الجيد والردئ. (ش) 3 - أخرجه أبو داود في السنن من حديث ابن عمر، والطبراني في الأوسط من حديث حذيفة بسند حسن كما في الجامع الصغير. (*)


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست