الأهواء الباطلة إلى الدنيا ورأى أنه لا يمكنه الوصول إليها إلا بدعوى الصلاح والنجاة فادعاهما على سبيل الخدعة والتدليس فهذا بحسب الظاهر إنسان مثل أهل الحق وبذلك يقع التباس بينهما وبحسب الباطن سبع أو شيطان وأهل الحق في الباطن نور إلهي وعالم رباني فهما مختلفان في الحقيقة الإنسانية ومتغايران في الصورة الباطنية، وإذا قامت القيامة ظهر هذا الاختلاف والتغاير ظهورا تاما كظهور المحسوسات. * الأصل: 7 - الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقهيا ". * الشرح: (الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور) بصري، غال، ضعيف في الحديث. (عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا) معتقدا بها من حيث إنها من أحاديثنا خرج بالقيد الأول من حفظها من المخالفين مع عدم الاعتقاد بها، وبالقيد الثاني من حفظها منهم مع الاعتقاد بها من حيث إنها موافقة لاصولهم. (بعثه الله يوم القيامة عالما فقهيا) العالم الفقيه هو العالم بأحكام الدين وأحوال النفس ومفاسد الأعمال ومنافعها ومنافع الآخرة والعامل لها على وجه البصيرة مع الخوف والخشية (1)، والمقصود أنه يحشره في زمرة الفقهاء وينزله في مرتبتهم ويثيبه بمثابتهم من غير تفاوت، والمقصود أنه معدود يوم الحشر من جملة الفقهاء والعلماء وإن كان بينهم تفاوت في الدرجات باعتبار التفاوت في الحالات (2) ومضمون هذا الحديث مستفيض مشهور بين الخاصة والعامة (3)، بل قال بعض أصحابنا بتواتره ونقله ابن بابويه في الخصال بطرق متعددة متكثرة مع اختلاف يسير في اللفظ والأحاديث المذكورة في هذه الرواية التي يترتب على حفظها الجزاء المذكور وإن كانت مطلقة شاملة لما يتعلق 1 - أشار بذلك إلى ما تكرر ذكره من أن الفقه في اصطلاح الأئمة (عليهم السلام) كان شاملا لجميع علوم الدين لا خاصا بالفروع، على ما هو متعارف في زماننا. (ش) 2 - يعني لا يمكن أن يكون الحافظ لأربعين حديثا من جميع الجهات مساويا لمن عرف خمسين ألف أو أكثر. (ش) 3 - أخرجه ابن عدي في الكامل من حديث ابن عباس وأنس، وابن النجار من حديث أبي سعيد الخدري، وفيه: " كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة ". (*)