responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 10  صفحه : 215
التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت ". * الشرح: قوله: (اصبروا على طاعة الله وتصبروا عن معصية الله) لما كانت اللذة في فعل المعصية أكمل من اللذة في ترك الطاعة كان الصبر على المعصية أشق على النفس من الصبر على فعل الطاعة ولذلك قال في الطاعة اصبروا وفي المعصية تصبروا وهو تكلف الصبر وحمل النفس عليه، ثم حرض على الصبر بالبيان الشافي فقال (فإنما الدنيا ساعة فما مضى فليس تجد له سرورا ولا حزنا) أي فليس تجد له سرورا في اللذة الماضية ولا حزنا بفواتها، فالماضي بالنظر إلى السلطان والفقير سواء (وما لم يأت فليس تعرفه) لعل المراد به عدم معرفة إتيانه لإمكان نزول الموت قبله أو عدم معرفة أحواله فيه لإمكان التقصير فيه أو عروض مانع من العمل. (فأصبر على تلك الساعة التي أنت فيها) بفعل الطاعات وترك المنهيات. (فكانك قد اغتبطت) اغتباط بغين معجمه شاد شدن وآرزو بردن بنيكوئى حال كسى تا أو را قوله: (فقال لأنكم عمرتم الدنيا وأخربتم الآخرة) دل على أن تارك الدنيا وطالب الآخرة لا يكره الموت ولا يرضي ببقائه في الدنيا بل يريد فراقها شوقا إلى لقائه عز وجل لو لا الأجل مكتوب عليه كما دل عليه أيضا قوله تعالى: * (قل يا أيها الذين هادوا أن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت أن كنتم صادقين) *. (فقال أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله) أراد أن المحسن آمن يقينا معزز قطعا وأما المسئ من أهل الإيمان فهو بين خوف ورجاء أن عذب فهو عدل وإن رحم فهو فضل، اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك، وقوله (يرد على مولاه) بتشديد الدال أو تخفيفها والأول أظهر (قال اعرضوا أعمالكم على الكتاب - إلى آخره) يعني إن كنتم بررة عملة بما في الكتاب فحالكم عند الله حسن وأنتم من أهل هذه الآية * (إن الأبرار لفي نعيم) * وإن كنتم فسقة فجرة فحالكم عند الله قبيح - أنتم من أهل هذه الآية * (وإن الفجار لفي جحيم) * (قال: رحمة الله قريب من المحسنين) دل قرب الرحمة منهم على أنهم من أهلها قطعا ولا يبعد أن يفهم منه أن تعلق الرحمة بهم أنسب لأن الإنسان وإن كان محسنا فهو يعد في حيز التقصير يدل على ذلك ما روى أنه " لا يدخل الجنة أحد إلا بالتفضل ". (أطرفني بشئ من العلم) الطارف والطريف من المال المستحدث والإسم منه الطرفة وهي ما يستطرف أي يستملح وأطرف فلان إذا جاء بطرفة. (ولكن أن قدرت على أن لا تسئ إلى من تحبه فافعل) لعل المراد به هو الزجر عن اساءة المحبوب الحقيقي وهو الله عز وجل بأن لا يقابل نعماه بالكفران ولا يبدل طاعته بالعصيان، والتمثيل بالنفس لا يضاح ما استبعده السائل وهذه كلمة وجيزة، لأن الوفاء بمضمونها متوقف على علم الأخلاق والشرايع كلها مع الأعمال القلبية والبدنية طرها. * الأصل: 21 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " اصبروا على طاعة الله وتصبروا عن معصية الله، فإنما الدنيا ساعة فما مضى فليس تجد له سرورا ولا حزنا وما لم يأت فليس تعرفه فاصبر على تلك الساعة،
[ 215 ]
التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت ". * الشرح: قوله: (اصبروا على طاعة الله وتصبروا عن معصية الله) لما كانت اللذة في فعل المعصية أكمل من اللذة في ترك الطاعة كان الصبر على المعصية أشق على النفس من الصبر على فعل الطاعة ولذلك قال في الطاعة اصبروا وفي المعصية تصبروا وهو تكلف الصبر وحمل النفس عليه، ثم حرض على الصبر بالبيان الشافي فقال (فإنما الدنيا ساعة فما مضى فليس تجد له سرورا ولا حزنا) أي فليس تجد له سرورا في اللذة الماضية ولا حزنا بفواتها، فالماضي بالنظر إلى السلطان والفقير سواء (وما لم يأت فليس تعرفه) لعل المراد به عدم معرفة إتيانه لإمكان نزول الموت قبله أو عدم معرفة أحواله فيه لإمكان التقصير فيه أو عروض مانع من العمل. (فأصبر على تلك الساعة التي أنت فيها) بفعل الطاعات وترك المنهيات. (فكانك قد اغتبطت) اغتباط بغين معجمه شاد شدن وآرزو بردن بنيكوئى حال كسى تا أو را مثل آن حال باشد، ومن تفكر في هذا الكلام الوجير هونت عليه جميع المصائب والمشاق، والله هو الموفق والمعين. * الأصل: 22 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال الخضر لموسى (عليه السلام): يا موسى إن أصلح يوميك الذي هو أمامك فانظر أي يوم هو وأعد له الجواب، فانك موقوف ومسؤول وخذ موعظتك من الدهر فإن الدهر طويل قصير، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك ليكون أطمع لك في الآخرة فإن ما هو آت من الدنيا كما هو قد ولى منها ". مثل آن حال باشد، ومن تفكر في هذا الكلام الوجير هونت عليه جميع المصائب والمشاق، والله هو الموفق والمعين. * الأصل: 22 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال الخضر لموسى (عليه السلام): يا موسى إن أصلح يوميك الذي هو أمامك فانظر أي يوم هو وأعد له الجواب، فانك موقوف ومسؤول وخذ موعظتك من الدهر فإن الدهر طويل قصير، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك ليكون أطمع لك في الآخرة فإن ما هو آت من الدنيا كما هو قد ولى منها ". * الشرح: قوله: (وخذ موعظتك من الدهر فإن الدهر طويل قصير - إلى آخره) الموعظة ما يتعظ به ويمنع من الدخول فيما منعه الله عز وجل ولما كان كل صادر منك واقعا في الدهر حاضرا عنده حتى كأنه وديعة عنده. أمر بأخذ الموعظة منه سريعا من غير تسويف فإن الدهر مع طوله نظرا إلى ذاته قصير نظرا إلى وجودك وهو الساعة التي أنت فيها أو نظرا إلى انقطاعه فإن كل منقطع قصير فهذا الدهر القصير لا يصلح ترك إتخاذ الموعظة منه وتأخيرها عنه فوجب عليك أن تعمل فيه عملا بحضور القلب وكمال التوجه حتى كأنك ترى ثواب عملك في لوح نفسك فإن ذلك أطمع لك في أجرك إذ الطمع بدون ذلك كأنه مقطوع والظاهر أن قوله (فإن ما هو آت) علة للقصر وحاصله أن الآتي من الدهر كالماضي منه في عدم قدرتك على العمل فيهما، وإنما قدرتك على


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 10  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست