responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 10  صفحه : 214
من العلم فكتب إليه أن العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسئ إلى من تحبه فافعل، قال: فقال له الرجل: وهل رأيت أحدا يسئ إلى من يحبه ؟ فقال له: نعم نفسك أحب الأنفس إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها ". يدرك حريص ما لم يقدر له، من اعطى خيرا فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه ". * الشرح: قوله: (قال إنكم في آجال مقبوضة وأيام معدودة والموت يأتي بغتة) أشار بالوصفين إلى أن الاجال والأيام التي هي مدة العمر كأنها قبضت وعدت بتمامها فينبغي لكم أن تفرضوا كل زمان أنتم فيه آخر عمركم والموت يأتي بغته من غير شعور لكم بزمانه. ثم رغب في حسن الاستعداد لما بعد الموت بقوله: (من يزرع خيرا يحصد غبطة - إلى آخره) الغبطة النعمة والسرور والكلام تمثيل، أو يزرع استعارة تبعية بمعني يعمل والحصاد ترشيح والتنكير في غبطة وندامة للتعظيم ولما كان المانع من الخير غالبا هو طلب الدنيا زجر (عليه السلام) عن الوغول فيه بأنه عبث عند العقلاء، لأن البطئ المقصر فيه لا يفوته رزقه المقدر له والحريص المنهمك فيه لا يدرك ما لم يقدر له وبالجملة المقدر لكل أحد يأتيه أراد أولم يرد وهذا كلام صحيح لاريب فيه ولا ينافيه وجدان الحريص زيادة، لأن تلك الزيادة ليست من قوته المفتقر هو إليه في البقاء بل هو لغيره والحساب عليه ثم أشار بقوله (من أعطى خيرا) إلى أن العبد ينبغي أن لا يتكل على قوته في طلب الخير ورفع الشر بل عليه تفويض اموره إلى الله في جميع الأحوال لا حول ولا قوة إلا بالله. * الأصل: 20 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن واصل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " جاء رجل إلى أبي ذر فقال: يا أبا ذر ما لنا نكره الموت ؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا وأخربتم الآخرة فتكروهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب. فقال له: فكيف ترى قدومنا على الله ؟ فقال: أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله وأما المسئ منكم فكالابق يرد على مولاه، قال: فكيف ترى حالنا عند الله ؟ قال: اعرضوا أعمالكم على الكتاب، إن الله يقول: * (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) * قال: فقال الرجل فأين رحمة الله ؟ قال: رحمة الله قريب من المحسنين. قال: أبو عبد الله (عليه السلام): وكتب رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر أطرفني بشئ
[ 214 ]
من العلم فكتب إليه أن العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسئ إلى من تحبه فافعل، قال: فقال له الرجل: وهل رأيت أحدا يسئ إلى من يحبه ؟ فقال له: نعم نفسك أحب الأنفس إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها ". * الشرح: * الشرح: قوله: (فقال لأنكم عمرتم الدنيا وأخربتم الآخرة) دل على أن تارك الدنيا وطالب الآخرة لا يكره الموت ولا يرضي ببقائه في الدنيا بل يريد فراقها شوقا إلى لقائه عز وجل لو لا الأجل مكتوب عليه كما دل عليه أيضا قوله تعالى: * (قل يا أيها الذين هادوا أن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت أن كنتم صادقين) *. (فقال أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله) أراد أن المحسن آمن يقينا معزز قطعا وأما المسئ من أهل الإيمان فهو بين خوف ورجاء أن عذب فهو عدل وإن رحم فهو فضل، اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك، وقوله (يرد على مولاه) بتشديد الدال أو تخفيفها والأول أظهر (قال اعرضوا أعمالكم على الكتاب - إلى آخره) يعني إن كنتم بررة عملة بما في الكتاب فحالكم عند الله حسن وأنتم من أهل هذه الآية * (إن الأبرار لفي نعيم) * وإن كنتم فسقة فجرة فحالكم عند الله قبيح - أنتم من أهل هذه الآية * (وإن الفجار لفي جحيم) * (قال: رحمة الله قريب من المحسنين) دل قرب الرحمة منهم على أنهم من أهلها قطعا ولا يبعد أن يفهم منه أن تعلق الرحمة بهم أنسب لأن الإنسان وإن كان محسنا فهو يعد في حيز التقصير يدل على ذلك ما روى أنه " لا يدخل الجنة أحد إلا بالتفضل ". (أطرفني بشئ من العلم) الطارف والطريف من المال المستحدث والإسم منه الطرفة وهي ما يستطرف أي يستملح وأطرف فلان إذا جاء بطرفة. (ولكن أن قدرت على أن لا تسئ إلى من تحبه فافعل) لعل المراد به هو الزجر عن اساءة المحبوب الحقيقي وهو الله عز وجل بأن لا يقابل نعماه بالكفران ولا يبدل طاعته بالعصيان، والتمثيل بالنفس لا يضاح ما استبعده السائل وهذه كلمة وجيزة، لأن الوفاء بمضمونها متوقف على علم الأخلاق والشرايع كلها مع الأعمال القلبية والبدنية طرها. * الأصل: 21 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " اصبروا على طاعة الله وتصبروا عن معصية الله، فإنما الدنيا ساعة فما مضى فليس تجد له سرورا ولا حزنا وما لم يأت فليس تعرفه فاصبر على تلك الساعة،


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 10  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست