responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 118
(يا هشام ثم وعظ أهل العقل) وزهدهم عن الدنيا (ورغبهم في الآخرة) بعد دلالتهم على توحيد الذات والصفات بالآيات والبينات (فقال: وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) شبه التقلب في الدنيا والأعمال المختصة بها باللعب واللهو وساعة قليلة لاشتراكهما في الاتعاب بلا منفعة وفي المنع عما يورث منفعة أبدية ولذة حقيقية من الأعمال للآخرة * (وللدار الآخرة) * خير من الدار الدنيا لعد زوالها ودوام منافعها ولذاتها بخلاف الدنيا. وذلك لأن الحقير الدايم خير من العظيم المنقطع فكيف إذا كان الأمر بالعكس * (للذين يتقون) * من الشرك والمعاصي، أو من الدنيا وزهرتها وأعمالها الشبيهة باللهو واللعب * (أفلا تعقلون) * التفاوت بين الدنيا والآخرة ولا تعلمون أن الآخرة خير من الاولى أو التفاوت بين أعمالها ولا تعلمون أن أعمال الاولى بمنزلة اللهو تعب بلا منفعة، وأعمال الثانية تورث منفعة دائمة غير منقطعة، والهمزة للإنكار وإنكار النفي إثبات والمعنى أنتم تعقلون هذا التفاوت فوجب عليكم أن لا تستبد لوا الذي هو أدنى بالذي هو خير والغرض من الآية ذكر فضيلة العقل، ونحن نقدم قبل بيانها الكلام في شيئين. الأول: في الزهد في الدنيا وهو ضد الرغبة فيها وقد فسر الزهد في بعض الأحاديث بأنه الحب في الله والبغض في الله وترك طول الأمل وترك حطام الدنيا وزينتها وعدم الالتفات إلى حرامها وهو يوجب معرفة القلب بحلاوة الإيمان وتفرغه للآخرة، كما قال الصادق (عليه السلام) " حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتى تزهد في الدنيا " (1) وقال: " ألا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا " (2) وقال: " كل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة " (3) ومن ادعى رغبته في ثواب الآخرة وهو حريص على الدنيا فهو كاذب لأن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقص مما قسم الله عز وجل فيها وإن زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من حرم حظه من الآخرة " (4) إن الزهد بالمعنى المذكور عمل يتوقف على العلم بأحوال الدنيا وانقلابها وعدم ثباتها ودوامها والعلم بأحوال الآخرة ودوامها ودوام سعادتها وشقاوتها فإذا حصل هذا العلم وصار ملكة أمكن الوصول إلى مقام الزهد بتوفيق الله تعالى. الثاني: في التقوى وقد فسره الصادق (عليه السلام): بأن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك (5)، 1 - (1 و 2 و 3 و 4) الكافي كتاب الايمان والكفر باب ذم الدنيا والحرص فيها تحت رقم 2 و 10 و 5 و 6 على الترتيب. 5 - المجلد الخامس عشر من بحار الانوار ج 15 ص 95 من القسم الثاني. (*)


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست