أما الحق فله في اللغة معان كثيرة، والمظنون رجوعها إلى مفهوم واحد،
وجعل ما عداه من معانيه من باب إشتباه المفهوم بالمصداق، وذلك المفهوم هو
الثبوت تقريبا، فالحق بمعنى المبدء هو الثبوت، والحق بالمعنى الوصفي هو
الثابت، وبهذا الاعتبار يطلق الحق عليه تعالى لثبوته بافضل أنحاء الثبوت
الذي لا يخالطه عدم أو عدمي، والكلام الصادق حق لثبوت مضمونه في الواقع
وأما قولهم: " حقيق بكذا " فليس مفهومه الحري واللائق به كما هو
المرسوم، بل الشئ إذا كان ثابتا لشخص، فكلاهما ذو ثبوت، فتارة باعتبار ثبوت
الشئ علىشخص يقال: " حقيق على الشخص أن يفعل كذا " لثبوت الفعل عليه،
وأخرى باعتبار أن الشخص طرف هذا الثبوت وصاحبه بالمعنى الفاعلي، فيقال: "
حقيق به " والباء لمجرد الالصاق، وبهذا الاعتبار يقال: " فلان احق بكذا "
فهو أولى من حيث كونه ذا