responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسديد الأصول نویسنده : المؤمن القمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 170

و قد لا تكون الطبيعة مشكّكة كما في الغالب، بل يكون كلّ فرد و إن اجتمع مع غيره مصداقا واحدا للطبيعة بحياله، ففي مثلها حيث إنّ الإطلاق قضى بأنّ تمام مراد المولى و مطلوبه، هو نفس الطبيعة، فالطبيعة نفسها بتمامها موجودة في ضمن أيّ فرد من الأفراد، فاذا أتى بفردين فلا دليل على أنّ وجودين من الطبيعة قائم بهما غرض المولى و محصّلان لغرضه، بل إنّما المحصّل هو وجود الطبيعة الصادق على هذا الفرد، و على ذاك.

و بالجملة: فالمفهوم عرفا من الإطلاق: أنّ غرض المولى قائم بوجود الطبيعة، و حيث إنّ الطبيعة موجودة بوجود فرد فيفهم أنّ غرضه قائم بفرد بما أنّه الطبيعة، فالفردان أحدهما زائد على مراده، و عليه فالامتثال إنّما هو بواحد لا بعينه، لا بالمجموع.

الثالث: اذا امتثل الأمر بإتيان فرد واحد فقد عرفت سقوط أمر المولى به رأسا، و غرض المولى من الأمر يحصل بإتيان المأمور به حيث إنّه علّة تامّة لحصوله، كما بيّنه في نهاية الدراية، فلا موقع لرفع اليد عن الامتثال به و إتيان فرد آخر يكون به الامتثال، إذ الامتثال فرع الأمر المفقود هنا بسقوطه. نعم، له أن يأتى بالمأمور به ثانيا برجاء أنّه لعلّ المولى لم يستوف غرضه الأقصى من المأتيّ به أوّلا، فيستوفي ممّا يأتي به ثانيا، و إتيانه بهذا القصد كاف في عباديته فيما كان المأمور به مشروطا بقصد القربة، و حينئذ فإن كان هنا خصوصية مرغوب اليها قد ندب المولى اليها و فقدها المأتيّ به أوّلا فله إتيان المأمور به ثانيا لإدراك ما قد فاته من الخصوصية، و لو علم بعدم حصول غرض المولى الأقصى من الإتيان الأوّل لكان الإتيان الثاني مستحبا قطعا، و للكلام تتمّة فانتظرها.

المبحث الثامن في الفور و التراخي‌

الحقّ أنّ إطلاق الصيغة لا يقتضي الفور و لا التراخي، بل المفهوم منه عرفا إنّما هو البعث نحو المادّة، و ليس هذا البعث عند العقلاء حجّة على أحدهما

نام کتاب : تسديد الأصول نویسنده : المؤمن القمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست