الغفلة عن ملاك النزاع و أساس البحث في مسألة الاجتماع، و قد عرفت أنّ اختلاف العناوين مفهوما، يستلزم اختلاف مبدأ نيلها و لو اعتبارا، فلا يعقل انتزاع الشرب و الغصب من شيء واحد بجهة واحدة [1].
و قد عرفت: أنّ مسألة التركيب الاتحادي و الانضماميّ في الكتب العقليّة، ليست على الوجه الصحيح [2]، فضلا عمّا أراد منه علماء هذا الفن الاعتباريّ، و سيظهر في المقاصد الآتية مناسبات بعض التوضيحات حوله [3].
و لعمري، إن من التدبر فيما أسلفناه فيما هو ملاك البحث، و ما ينبغي أن تحوم حوله الآراء [4]، يظهر المفاسد الكثيرة في كلمات الأعلام و في تقاريرهم. مع أن في جمع منها الاشتباهات الآخر، و سيظهر بعض منها في البحوث الآتية إن شاء اللَّه تعالى.
و خلاصة الكلام: أنّ العقل حاكم بعدم إمكان ترشح الإرادة الآمرة و الزاجرة بالنسبة إلى المتعلّق الواحد، و هكذا بالنسبة إلى العنوانين المتلازمين دائما، مثل «الصلاة» و «العبادة» بناء على كون العبادة منحصرة مصداقا في الصلاة. و هكذا بالنسبة إلى العنوانين المتلازمين من طرف واحد؛ أي يكون التلازم الدائمي من طرف كما في المطلق و المقيد.
و إنما الخلاف في العنوانين غير المتلازمين، و لكن قد يتفق التلازم بينهما أحيانا في مصداق، فإنه محل المناقشة و المناظرة بين الامتناعي و الاجتماعي،