نام کتاب : المحكم في أصول الفقه - ط مؤسسة المنار نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد جلد : 3 صفحه : 274
مثل زماننا الذي ينسد فيه باب العلم ، لتصريحه بانفتاح باب العلم . أو على العمل بالاخبار التي بأيدينا المودعة في أصولنا ، لدعواه احتفافها بالقرائن القطعية ، مع الاشكال في ذلك بما لا مجال لإطالة الكلام فيه ، وإن تعرض لبعضه شيخنا الأعظم قدس سره . وأما الوجه الثاني : - وهو سيرة المتشرعة على العمل بالخبر غير العلمي - فهو مما لا يظن بأحد انكاره ، إذ لولا ذلك لاختل نظامهم في أمور معاشهم ومعادهم ، لعدم تيسر العلم في جميع ما يبتلون به ، وتحري طرقه وأسبابه يوجب توقفهم عن العمل في كثير من الموارد ، بل أكثرها ، وهو مخل بنظامهم . ولا مجال لاحتمال سلوكهم طريقا آخر في الشرعيات ، فإن ذلك لو كان لظهر وبان . بل لا ينبغي الريب في أن عملهم بالخبر المذكور مستند إلى ارتكازياتهم الأولية من دون حاجة منهم إلى بيان خاص من الشارع ، وإلا لظهر ، لكثرة الحاجة إلى السؤال عن ذلك لولا الارتكازيات المذكورة . فسيرتهم متفرعة على سيرة العقلاء ومن مظاهرها وإن كانت أولى بالاستدلال ، لعدم الحاجة معها إلى الامضاء أو عدم الردع ، وعدم الاعتناء بظهور بعض الأدلة في الردع ، كما تقدم عند الكلام في أقسام الاجماع العملي . وأما الوجه الثالث - وهو سيرة العقلاء - فتوضيح الكلام فيه : أن سيرة عامة الناس وتعارفهم على العمل بطريق . . تارة : تكون مستندة إلى أمر خارج عنهم طارئ عليهم ، كحاجتهم إليه في خصوص زمان أو مكان ، أو حملهم عليه من جهة خاصة ، كسلطان قاهر أو عالم ناصح . وأخرى : يكون ناشئا من مرتكزاتهم التي أو دعها الله عز وجل فيهم ، غرائزهم التي فطرهم تعالى عليها .
نام کتاب : المحكم في أصول الفقه - ط مؤسسة المنار نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد جلد : 3 صفحه : 274