قد عرفت في المباحث السابقة ان التقية على ضربين: خوفي و تحبيبى، و الأول ما
يكون الغرض منها حفظ النفوس و الاعراض و الدين بخلاف الثاني فإن الغاية فيه هو جلب
المودة و جمع الكلمة و ائتلاف الفرقة و توحيد صف المسلمين على اختلاف مذاهبهم في
مقابل أعداء الإسلام، أعداء الحق، و قد عرفت ان لكل مقاما يختص به.
و قد يقال ان هنا قسما ثالثا لها و هو ما يقابل الإشاعة و اذاعة السر و انه
حكم سياسى شرع لحفظ المذهب و لو لم يكن هناك خوف على احد، أو مجال لجلب المودة و
توحيد الكلمة.
و قد عقد له في الوسائل بابا يخصه و أورد فيه اخبار تدل على المقصود:
منها ما رواه محمد الخزار عن ابى عبد اللّه عليه السّلام قال من أذاع علينا
حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا [1].
[1] الحديث 11 من الباب 34 من أبواب
الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر