responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد العلية نویسنده : البهبهاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 394
انه لا منافاة بين الروايتين بوجه، لان العرفان انما يرجع الى ذات الشئ وحقيقته ولا يتصور للممكن الاحاطة بمعرفة ذات الواجب تعالى شانه وكنهه، وكل ما يتصوره المخلوق ويميزه بوهمه بادق معانيه مخلوق مثله مردود إليه، فالكل متحير في معرفة كنه الباري تعالى وتقدس وانما يعرف تعالى شانه بالوجه والاثار، وتختلف معرفة طبقات الناس في هذه المرحلة بمراتب شتى واما اليقين فهو متعلق بوجود الباري تعالى شانه ووجود القيمة والحساب والجنة والنار وعالم البرزخ وكيفياته وهكذا مما غاب عن الابصار واستتر عن الانظار، والوصول الى اعلى مرتبة اليقين بحيث لا يتصور مرتبة فوقها لا ينافى مع عدم معرفة الذات حق المعرفة، فلا منافاة بين الروايتين بوجه، وتوهم المنافاة انما نشا من عدم التدبر في معنى المعرفة و اليقين. هذا، وقد اقتضى منى بعض الاخوان الكشف عما روى في مصباح الشريعة عن مولانا الصادق عليه السلام من انه قال " العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد من العبودية وجد في الربوبية وما خفى من الربوبية اصيب في العبودية ". فاقول: حمل الجوهرة على العبودية على وجه الاستعارة ان قلنا بان الجوهر يختص لغة بالعين ولا يعم الاعيان والاعراض، ضرورة ان العبودية من الاعراض لا الجواهر، والتعبير بالكنه حينئذ ايضا على وجه الاستعارة، إذ كنه الشئ حقيقة عبارة عن الحقيقة والذات التى لا تكون الا في الجواهر. وكيف كان لما كانت العبودية تنتهى الى درجة تحصل معها حكم الربوبية كما في الحديث القدسي " عبدى اطعني حتى اجعلك مثلى، إذا قلت للشئ كن فيكون " جعلت الربوبية كنهها فكما ان الشئ ينتهى في مقام التحديد الى حقيقته وكنهه ليس وراء الحقيقة شئ ظاهر فكذلك العبودية ترتقى وتنتهى في مرحلة الكمال الى الربوبية فما فقد من الكمال في اوائل العبودية اصيب في الربوبية التى هي منتهى درجة العبودية وما خفى عن الربوبية من كمال التذلل والتخضع اصيب في العبودية. هذا ما ظهر لى في معنى الرواية على فرض صحة سندها.


نام کتاب : الفوائد العلية نویسنده : البهبهاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست