و البحث يجري في سائر الحيوانات، كورك العقيقة و ما يحرم من أعضاء الذبيحة.
الثاني: في الخنثى،
و هو الذي له فرج الرجال و النساء و الممسوح، و هو الذي ليس له شيء منهما و هل هما طبيعة ثالثة غير الذكر و الأنثى، أو داخلان في الواقع تحت أحدهما، أو الخنثى طبيعة ثالثة دون الأخر؟ وجوه، بل أقوال: و يدلُّ على الأول [1]: قوله تعالى خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثىٰ[2] و قوله تعالى يَهَبُ لِمَنْ يَشٰاءُ إِنٰاثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشٰاءُ الذُّكُورَ[3] و نحو ذلك، لظهور ذلك كله في انحصار الحيوان في الذكور و الإناث. و لقضاء علي (عليه السلام) في الخنثى بعد الأضلاع، معللا بأن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر [4]، فإنه لا بد من تساوي الأضلاع أو نقصان الأيسر، و ذلك كاشف عن الانحصار. و صحيحة الفضيل بن يسار، عن الصادق (عليه السلام) في فاقد الفرجين في باب الميراث أنه يورث بالقرعة [5]، لدلالة ذلك على تعينه في الواقع لأحد الأمرين، و لو كان طبيعة ثالثة لكان ينبغي عدم القرعة، أو جعل السهام ثلاثة، لا اثنين.
[1] كذا في النسخ، و الاستدلال مناسب للوجه الثاني، كما لا يخفى.