نام کتاب : الأصول العامة للفقه المقارن نویسنده : الحكيم، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 373
في أنفس المستحسنين ، كما هو الفرض ، على أنه لا دليل عليه اللهم إلا أن يدعي بعض أصحابه حصول القطع منه أحيانا ، وربما كانت وجهة نظر القائلين ( بالذوق الفقهي ) ، تلتقي هذا النوع من الاستحسان ، إلا أن حجيته مقصورة على مدعي القطع به من الفقهاء ومقلديهم خاصة ، وهي ليست من القواعد المحددة ليمكن أن تكون أصلا قائما برأسه كسائر الأصول ، وما ذكر له من الأدلة لا يصلح لاثبات ذلك فلا بد من استعراضها جميعا ومناقشتها . حجيته : وقد استدلوا على حجية الاستحسان بعدة أدلة ، بعضها من الكتاب وبعضها الآخر من السنة والثالث الاجماع . أدلتهم من الكتاب : وأهمها : 1 - قوله تعالى ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه [1] ) . 2 - قوله تعالى : ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم [2] ) . بتقريب انه تعالى مدحهم على اتباع أحسن ما يستمعونه من القول في الآية الأولى ، وألزمهم باتباع أحسن ما أنزل إليهم من ربهم في الآية الثانية ، والمدح والالزام إمارة جعل الحجية له . ويرد على الاستدلال بهاتين الآيتين ونظائرهما : 1 - ان هذه الآيات استعملت لفظة ( الأحسن ) في مفهومه اللغوي ، وهو أجنبي عما ذكروه لها من المعاني الاصطلاحية ، ولو سلم فعلى أيها ينزل ليصلح للدليلية عليه ، مع أنها متباينة وليس بينها قدر جامع ، بل لا يمكن تصوره إلا بضرب من التعسف كما سبقت الإشارة إليه ، وحمله على بعضها