responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأصول العامة للفقه المقارن نویسنده : الحكيم، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 283


اتفاق واختلاف :
أما موضع الاتفاق منهما فهما :
1 - الحسن بمعنى الملاءمة للطبع والقبح بمعنى عدمها ، فيقال مثلا :
هذا المنظر حسن جميل ، وذلك المنظر قبيح ، أو هذا الصوت حسن وذلك قبيح ، ويريدون بذلك أنها ملائمة للطبع أو غير ملائمة .
2 - الحسن بمعنى الكمال والقبح بمعنى عدمه ، فيقال بأن العلم حسن وان الجهل قبيح ، يعني أن العلم فيه كمال النفس بخلاف الجهل .
وهذان المعنيان ، هما اللذان كانا موضع الاتفاق ، فالأشاعرة والمعتزلة وغيرهما ، يؤمنون جميعا بإمكان إدراك العقل لهما .
وموضع الخلاف بعد ذلك هو في المعنى الثالث وهو :
3 - الحسن بمعنى إدراك أن هذا الشئ أو ذاك مما ينبغي ان يفعل بحيث لو أقدم عليه الفاعل لكان موضع مدح العقلاء بما هم عقلاء ، والقبح بخلافه ، ولا ينافي ذلك أن يكون منشأ هذا الادراك - أعني - إدراك أن هذا مما ينبغي أن يفعل أو لا يفعل هو أحد الادراكين السابقين ، بمعنى أن العقل بعد أن يدرك ملاءمة الشئ للنفس أو مجافاته لها أو يدرك كمال الشئ أو نقصه ، يدرك مع ذلك أنه مما ينبغي أن يفعل أو لا يفعل .
والادراك بالمعنى الثالث ، هو الذي يسمى على ألسنة الفلاسفة ( بالعقل العملي ) ويقابله ما يسمى ( بالعقل النظري ) كأدراك العقل أن الكل أعظم من الجزء ، وان النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ، وهما من حيث انتمائهما للعقل متحدان ، إلا أنهما يختلفان بلحاظ متعلق إدراكهما ، فإن كان مما ينبغي أن يعلم سمي بالعقل النظري ، وإن كان مما ينبغي أن يعمل سمي بالعقل العملي [1] .



[1] أصول الفقه للمظفر ، ج 2 ص 18 .

نام کتاب : الأصول العامة للفقه المقارن نویسنده : الحكيم، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست