على النّبي 6 ، فبسط له رداءه ، وأجلسه عليه ، وقال : «اللهم بارك في وائل بن حجر وولده وولد ولده إلى يوم القيامة».
وبعث معه معاوية بن أبي سفيان إلى قومه يعلّمهم القرآن والإسلام ، فكانت له بذلك صحابة مع معاوية. ووفد عليه لأول خلافته وأجازه ، فردّ عليه جائزته ولم يقبلها. ولمّا كانت واقعة [١] حجر بن عديّ الكندي بالكوفة ، اجتمع رؤوس أهل اليمن ، وفيهم وائل هذا ، فكانوا مع زياد [٢] بن أبي سفيان عليه ، حتّى أوثقوه وجاؤوا به إلى معاوية ، فقتله كما هو معروف.
قال ابن حزم [٣] : ويذكر بنو خلدون الإشبيليّون من ولده ، وجدّهم الداخل من الشّرق خالد المعروف بخلدون بن عثمان بن هانئ بن الخطاب بن كريب [٤] بن معد يكرب ابن الحارث بن وائل بن حجر. قال : وكان من عقبه كريب بن عثمان بن خلدون وأخوه خالد ، وكانا من أعظم ثوّار الأندلس.
قال ابن حزم : وأخوه محمّد كان من عقبه أبو العاصي عمرو بن محمد بن خالد بن محمّد بن خلدون.
وبنو أبي العاصي : محمّد ، وأحمد ، وعبد الله. قال : ـ وأخوهم عثمان ، وله عقب. ومنهم الحكيم المشهور بالأندلس من تلاميذ مسلمة المجريطي ، [٥] وهو أبو
[١] ذكرت هذه الواقعة مفصلة في كتاب الأغاني (١٦ / ٢ ـ ١١ (بولاق).
[٢] هو زياد بن أبي سفيان ، ويقال ابن أبيه ؛ أخو معاوية بن أبي سفيان. ولد عام الفتح بالطائف ، وتوفي بالكوفة عام ٥٣ ه. انظر المعارف ص ١٥١.
[٥] هو أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي. فلكي راصد ، له تأليف في الفلك والفلسفة والسحر والكيمياء. انظر طبقات الأمم لصاعد ص ٦٩ ، وعيون الأنباء ٢ / ٣٩ وأخبار الحكماء ص ٣٢٦.