responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : محمّد بن تاويت الطنجي    جلد : 1  صفحه : 412

وقلت : وبقيت لي أخرى ، فقال : وما هي؟ فقلت : هؤلاء المخلّفون عن سلطان مصر. من القرّاء والموقّعين ، والدواوين ، [١] والعمال ، صاروا إلى إيالتك والملك لا يغفل مثل هؤلاء فسلطانكم كبير ، وعمالاتكم متّسعة ، وحاجة ملككم إلى المتصرفين في صنوف الخدم أشدّ من حاجة غيركم ، فقال وما تريد لهم؟ قلت : مكتوب أمان يستنيمون إليه ، ويعوّلون في أحوالهم عليه. فقال لكاتبه : أكتب لهم بذلك ، [٢] فشكرت ودعوت. وخرجت مع الكاتب حتى كتب لي مكتوب اأمان ، وختمه شاه ملك بخاتم السّلطان ، وانصرفت إلى منزلي. ولما قرب سفره واعتزم علم الرحيل عن الشام ، دخلت عليه ذات يوم ، فلما قضينا المعتاد ، التفت إليّ وقال : عندك بغلة هنا؟ قلت نعم ، قال حسنة؟ قلت نعم ، قال وتبيعها؟ فأنا اشتريها منك ، فقلت : أيدك الله! مثلي لا يبيع من مثلك ، إنّما أنا أخدمك بها ، وبأمثالها لو كانت لي ، فقال : أنا أردت أن أكافئك عنها بالإحسان ، فقلت : وهل بقي إحسان وراء ما أحسنت به ، اصطنعتني ، وأحللتني من مجلسك محلّ خواصّك ، وقابلتني من الكرامة والخير بما أرجو الله أن يقابلك بمثله ، وسكت وسكتّ وحملت البغلة ـ وأنا معه في المجلس ـ إليه ، ولم أرها بعد.

ثم دخلت عليه يوما آخر فقال لي : أتسافر إلى مصر؟ فقلت أيّدك الله ، رغبتي إنما هي أنت ، وأنت قد آويت وكفلت ، فإن كان السّفر إلى مصر في خدمتك فنعم ، وإلا


[١] كذا في الأصلين. ولعل الصواب : «بالدواوين» ، أو «وأصحاب الدواوين».

[٢] ذكر هذه الشفاعة المقريزي في السلوك ورقة ٢٣٩ ب في حوادث سنة ٨٠٣ (نسخة الفاتح).

نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : محمّد بن تاويت الطنجي    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست