responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : محمّد بن تاويت الطنجي    جلد : 1  صفحه : 318

الاستغفار والسّبحان [١] معلنة بشعار الإيمان ، وازدان جوّها بالقصر والإيوان فالإيوان ، ونظّم دستها بالعزيز ، والظّاهر ، والأمير ، والسّلطان ؛ فما شئت من ملك يخفق العزّ في أعلامه ، وتتوقّد في ليل المواكب نيران الكواكب من أسنّته وسهامه ، ومن أسرة للعلماء تتناول العلم بوعد الصّادق ولو تعلّق بأعنان السّماء ، [٢] وتنير سراجه في جوانب الشّبة المدلهمّة الظّلماء ؛ ومن قضاة يباهون بالعلم والسؤدد عند الانتماء ، ويشتملون الفضائل والمناقب اشتمال الصّمّاء ، [٣] ويفصلون الخصومات برأي يفرق بين اللّبن والماء.

ولا كدولة السّلطان الظّاهر ، والعزيز القاهر ، يعسوب [٤] العصائب والجماهر ، ومطلع أنواع العزّ الباهر ، ومصرّف الكتائب تزري بالبحر الزاخر ، وتقوم بالحجّة للقسيّ على الأهلّة في المفاخر ، سيف الله المنتضى على العدوّ الكافر ، ورحمته المتكفّلة للعباد باللّطف السّاتر ، ربّ التّيجان والأسرّة والمنابر ، والأواوين العالية والقصور الأزاهر ، والملك المؤيّد بالبيض البواتر ، والرّماح الشّواجر ، [٥] والأقلام المرتضعة أخلاف [٦] العزّ في مهود المحابر ، والفيض الربّاني الذي فاق قدرة القادر ، وسبقت به العناية للأواخر ، سيّد الملوك والسلاطين ، كافل أمير المؤمنين ، أبو سعيد أمدّه الله بالنّصر المصاحب ، والسعد المؤازر ، وعرّفه آثار عنايته في الموارد والمصادر ، وأراه حسن العاقبة في الأولى وسرور المنقلب في الآخرة فإنّه لما تناول الأمر بعزائمه وعزمه ، وآوى الملك إلى كنفه العزيز وحزمه ، أصاب شاكلة الرأي عندما سدّد من سهمه ، وأوقع


[١] السبحان : التسبيح.

[٢] أعنان السماء : نواحيها ، وما اعترض من أقطارها.

[٣] اشتمال الصماء : أن تجلل جسدك بثوبك نحو شملة الأعراب بأكسيتهم ؛ وهي أن يرد الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى ، وعاتقه الأيسر ، ثم يرده ثانية من خلفه على يده اليمنى ، وعاتقه الأيمن فيغطيهما جميعا.

[٤] اليعسوب : أمير النحل.

[٥] الشواجر من الرماح : المتداخلة حين القتال.

[٦] أخلاف الضرع : أطرافه. والكلام على التشبيه.

نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : محمّد بن تاويت الطنجي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست