ثم تعرّفت كيفية انفصالكم ، وأنّه كان عن رغبة من السّلطان المؤيّد هنالكم ، فردّدت ـ وقد توهّمت مشاهدتكم ـ هذه الأبيات [٣] :
لك الله يا بدر السّماحة والبشر
لقد حزت في الأحكام منزلة الفخر
ولكنّك استعفيت عنها تورّعا
وتلك سبيل الصّالحين كما تدري
جريت على نهج السّلامة في الذي
تخيّرته أبشر بأمنك في الحشر
وحقّق بأن العلم ولاك خطّة
من العزّ لا تنفكّ عنها مدى العمر
تزيد على مرّ الجديدين جدّة
وتسري النجوم الزاهرات ولا تسري
[١] هو أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحسني السبتي المعروف بالشريف الغرناطي (٦٩٨ ـ ٧٦٠) له ترجمة في «المرقبة العليا» ١٧١ ـ ١٧٧ ، «الإحاطة» ٢ / ١٢٩ ، «ديباج» ٢٩٠.
[٢] انظر «رفع الحجب المستورة» ١ / ١٨ للشريف الغرناطي هذا حيث أورد البيتين ضمن أبيات أخر ، والإحاطة ٢ / ١٢٠.
[٣] الأبيات من قصيدة لأبي الحسن النباهي ، أوردها في كتابه «المرقبة العيا» ص ١٥٨ وما بعدها.
وفي نفح الطيب ٣ / ٢٠٣ بولاق ، يختلف المروي منها عما في «المرقبة العليا».