responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : محمّد بن تاويت الطنجي    جلد : 1  صفحه : 109

وغفلت عن التحفّظ في مثل ذلك ، من غيرة السّلطان ، فما هو إلا أن شغل بوجعه ، حتى أنمى إليه بعض الغواة ، أن صاحب بجاية ، معتمل في الفرار ليسترجع بلده ، وبها يومئذ وزيره الكبير ، عبد الله بن علي ، فانبعث السّلطان لذلك ، وبادر بالقبض عليه. وكان فيما أنمي إليه ، أنّي داخلته في ذلك ، فقبض عليّ ، وامتحنني وحبسني ، وذلك في ثامن عشر صفر ، سنة ثمان وخمسين.

ثم أطلق الأمير محمدا ، وما زلت أنا في اعتقاله ، إلى أن هلك. وخاطبته بين يدي مهلكه ، مستعطفا بقصيدة أولها :

على أيّ حال لليالي أعاتب

وأيّ صروف للزّمان أغالب

كفى حزنا أنّي على القرب نازح

وأنّي على دعوى شهودي غائب

وأنّي على حكم الحوادث نازل

تسالمني طورا وطورا تحارب

ومنها في التشوّق :

سلوتهم إلا ادّكار معاهد

لها في الليالي الغابرات غرائب

وإن نسيم الريح منهم يشوقني

إليهم وتصبيني البروق اللواعب

وهي طويلة ، نحو مائتي بيتا ، [١] ذهبت عن حفظي ، فكان لها منه موقع ، وهشّ لها. وكان بتلمسان فوعد بالإفراج عني عند حلوله بفاس ، ولخمس ليال من حلوله


[١] قد ذكر ابن الأحمر في نثير الجمان ص ١١٧ ـ ١٢٣ (نسخة خاصة) هذه القصيدة عند تعريفه بابن خلدون ، وجاءت عدة أبياتها هنالك ١٠٧ ، والظاهر من أسلوب ابن الأحمر أنه أورد القصيدة كلها.

فهل نسي ابن خلدون عدد أبيات قصيدته ، أو أن ابن الأحمر اختار منها بعض أبياتها وترك الباقي؟!.

نام کتاب : رحلة ابن خلدون نویسنده : محمّد بن تاويت الطنجي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست