responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذيل تأريخ مدينة السلام نویسنده : أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي    جلد : 1  صفحه : 510

ذكره ، ونبه بالشّعر قدره ، وحسن به حاله وأمره ، وطال في نظم القريض عمره ، وساعده على قوله زمانه ودهره. أكثر القول في الغزل والمدح وفنون المقاصد. وكان سهل الألفاظ ، صحيح المعاني ، يغلب على شعره وصف الحب والشّوق وذكر الصّبابة والغرام ، فعلق بالقلوب ، ولطف مكانه عند أكثر النّاس ، ومالوا إليه ، وتحفّظوه وتداولوه بينهم ، واستشهد به الوعّاظ واستحلاه السّامعون حتى بلغني أنه حكى ، أعني أبا الغنائم ابن المعلّم ، ولم أسمعها منه ، قال : اجتزت يوما ببغداد على باب بدر المحروس ، والنّاس مزدحمون هناك غاية الزّحام ، فسألت عما ازدحموا عليه فقيل لي هذا الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي الواعظ جالس هاهنا ، ولم أكن علمت بجلوسه ، فتقدمت وزاحمت حتى شاهدته ، وسمعت كلامه وهو يعظ ويذكّر حتى قال مستشهدا على بعض إشاراته : ولقد أحسن ابن المعلّم حيث يقول :

يزداد في مسمعي تكرار ذكركم

طيبا ويحسن في عيني مكرّره

فعجبت من اتفاق حضوري واستشهاده بهذا البيت ، وهو لي ، وما يعلم أني حاضر ولا أحد من الحاضرين ، فانكفيت.

ولقد سمعت أبا عبد الله محمد بن يوسف الأرّجاني ببغداد يقول : قال لي إنسان بسمرقند ، وقد جرى ذكر أهل العراق ولطافة طباعهم ، ورقّة ألفاظهم : كفى أهل العراق أن منهم من يقول :

تنبّهي يا عذبات الرّند

كم ذا الكرى هبّ نسيم نجد [١]

وكرّر البيت تعجبا منه ، من لطافته وعذوبة لفظه وهو لابن المعلّم مبدأ قصيدة مدح بها إنسانا يعرف بهندي بنى القصيدة على هذه القافية لأجل اسمه.

كان شيخنا أبو الغنائم ابن المعلّم حسن المجالسة ، كثير المحفوظ ، عذب


[١] هذا مطلع قصيدة أوردها الصفدي في الوافي ٤ / ١٦٧.

نام کتاب : ذيل تأريخ مدينة السلام نویسنده : أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست