ثم قدم بغداد ، وحدّث بها في سنة أربع وثمانين وخمس مئة. وخرج إلى الشام وحدّث في طريقه ، وأقام بدمشق مدة يقرأ عليه. ورجع إلى الموصل ، واستوطنها ، وكتبنا عنه.
وكان قد طلب بنفسه ويعرف شيوخه ومسموعاته.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز البزّاز ، قراءة عليه وأنا أسمع بالموصل بسكّة أبي نجيح من أصل سماعه ، قيل له : أخبركم الشّريف أبو المظفّر محمد بن أحمد بن عليّ الهاشمي ، قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزّينبي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ الورّاق ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد البغوي ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل وجدي وزهير بن حرب وابن المقرىء ، قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : مرّ النبي 6 برجل يعظ أخاه في الحياء فقال النبي 6 : «الحياء من الإيمان» [١].
سألنا أبا الفرج هذا بعد سماعنا منه عن مولده ، فقال : ما أعلم في أيّ سنة ، بل سمعت من أبي الوقت في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة وعمري يومئذ ست وثلاثون سنة ، ولي اليوم خمس وتسعون سنة. وكان سؤالنا له في أول سنة اثنتي عشرة وست مئة فيكون مولده على ما ذكر في سنة سبع عشرة وخمس مئة [٢].
وتوفي بالموصل في خامس عشري جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وست مئة ، ودفن بها.
[١] تقدم تخريحه والكلام عليه ، في التراجم ١٩ و ٧٧ و ١٤٧.
[٢] نقل الإمام الذهبي عن القوصي قوله : «ولد بواسط سنة سبع عشرة وخمس مئة» (أهل المئة فصاعدا ص ١٣٥).