الشّريفة والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام أبي العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه وقدّس روحها ـ فكان فيه إلى أن توفي في شوال سنة إحدى وتسعين وخمس مئة [١]. وابنه محمد هذا سنّه يومئذ اثنتا عشرة [٢] سنة فأنعمت عليه وجعلته مقدّما في الرّباط المذكور بالمأمونية وشيخا فيه على قاعدة أبيه ، وأجرت له ما كان يصل إلى أبيه من جراية ومشاهرة ، فكان على ذلك مدّة حياتها وبعد وفاتها إلى أن عزل في ثاني عشري شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وست مئة.
وقد سمع الحديث من جماعة منهم : أبو ياسر عبد الوهّاب بن هبة الله بن أبي حبّة [٣] ، وأبو سعد فارس بن أبي القاسم الحفّار ، وأبو القاسم ذاكر بن كامل الحذّاء ، وأبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب ابن الصّابوني ، وأبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش وغيرهم.
ومولده يوم الأحد رابع عشرين من جمادى الأولى سنة ثمانين وخمس مئة.